اَلْصِحَّةُ مِن أَكْبَرُ نِعَمِ اَللهِ عَلَى اَلإِنْسَانِ وَلَيْسَ اَلْمَالُ أو غَيْرُهُ

mainThumb

14-04-2021 02:57 PM

 لكل فترة زمنية من حياة هذا الكون لها ظروفها وإمكاناتها، فعندما أهبط الله سيدنا آدم وزوجه وإبليس على الأرض لم يكن في الأرض من خلق الله إلا الجِنَّ وما خلق الله في الأرض للإنسان من كائنات كما أعلمنا في كتابه العزيز ومن الجِنَّ المسلمون ومنهم القاسطون (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَٰئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (الجِنَّ: 14)). وكان القاسطون مفسدون وسافكون للدماء في الأرض (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (البقرة: 30))، لأنهم فكروا أن من سيجعل الله خليفة له في الأرض، سيفعل هو وذريته كما فعل فيها القاسطون من الجِنَّ. وبدأت الحياة في الأرض لبني آدم بدائية جداً يتعلم من غيره من المخلوقا ت غير الجِنَّ وتطورت حياة الإنسان تدريجياً إلى ما وصلت اليه في وقتنا الحاضر من التقدم في جميع المجالات العلمية والإجتماعية والصحية والتكنولوجية ... إلخ. وما زال التقدم جاري فيها إلى آخر يوم في الحياة الدنيا. وتقدم بنوا آدم علمياً وطبياً وتكنولوجياً ... إلخ إلى درجات عالية جداً، وإكتشفوا البكتيريا والفيروسات وغيرها من الكائنات الدقيقة التي لا ترى بالعين المجردة ولا حتى بالميكروسكوبات العادية إلا بالمايكروسكوبات الإلكترونية الفائقة الدقة. ورغم التقدم العلمي والصحي والتكنولوجي الفائق إلا أن العلماء وقفوا ومازالوا واقفين عاجزين أمام بعض أنواع البكتيريا والفيروسات التي فتكت وما زال بعضها يفتك بحياة الملايين من البشر، مثل فايروس الكورونا كوفيد-19. وكان ذلك تحدياً من الله للعالم حتى يدرك علماء العصر أنهم مهما بلغوا من العلم والتقدم التكنولوجي يقفون عاجزين أمام أحد جنود الله الذي لا يمتلك قوة نووية أو هيدروجينية ... إلخ ويخافون منه ويلبسون الواقيات التي تغطي معظم أعضاء أجسامهم وقد قضى على ملايين وأصاب ملايين في العالم وما زال يفتك بهم حتى يومنا هذا (وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا ... وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (المدثر: 31)).

 
حل علينا شهر رمضان شهر الصيام والكل يجمع من علماء وأطباء مسلمين وغير مسلمين أن الصيام من أكبر النعم على الإنسان. 
 
لأنه ثبت بالدليل القطعي أن الصيام المتقطع لمدة ستة عشرة ساعة للذكر وأربعة عشرة ساعة للأنثى في اليوم يكون علاجا تقريباً من كل داء وأهمها السرطان بنوعيه وغيره من الأمراض المستعصية. 
 
ولكن يا سبحان الله حتى تتجلى نعم الله على عباده أصيب بعض الناس في بعض أمراض العصر المعروفة والمنتشرة بكثرة والتي جعلت الأطباء المشرفين عليهم منعهم من الصيام حتى لا تتفاقم حالاتهم أو يهلكوا، أي منعوا من أكبر نعمه أنعمها الله عليهم، شهر واحد خلال كل عام كصيانة لجميع أعضاء أجسامهم. 
 
هذا علاوة على أن بعض المرضى الذين يعانون من السكري بنوعيه الأول والثاني منعوا من أكل السكر والحلويات بمختلف أنواعها إلا بقدر محدود جداً ويكون الأنسولين حاضرا عند الحاجة، أي حرموا من بعض النعم التي يتنعم بها آخرون كما يشاؤون. ونضرب مثلاً آخر للتوضيح وليس للحصر فالذين يعانون من إرتفاع ضغط الدم عندهم قيدوا جداً وبعضهم حُرِمُوا من التلذذ في بعض المأكولات المالحة وهي أيضاً كانت من نعم الله عليهم، ويعود كل ذلك بسبب إختلال عمل عضو من أعضاء الإنسان أي الصحة غير مكتملة كغيره من الآخرين. فماذا سيفعل المال والجاه والمنصب والحسب والنسب والجمال لبعض الأشخاص فيما إذا لم تكن الصحة متوفره عندهم كاملة؟ فبإختصار، الصحة هي من أكبر نعم الله على الإنسان وليس المال أو غيره. فربما يكون الإنسان فقيراً معدماً مادياً ولكن صحته كامله ويستطيع أن يأكل ما يشاء من الأطعمة وبذلك يكون أسعد بكثير من صاحب المليارات الذي لا يستطيع أن يأكل صحن كنافة أو قطايف أو آكلة دسمة كما يشاء.
 
 وكما قال الله في كتابه العزيز (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (النحل: 18))، لم يذكر الله نعم عديدة بل ذكر نعمة واحده ونضرب مثلاً هنا على نعمة واحده وهي نعمة التذوق بكل أنواعه من مالح ودلع وحامض وحلو ومر ... إلخ. ونقول لكل من يدَّعي أنه يعلم كل شيء من علماء عصرنا ويتحدون غيرهم نقول لهم (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (الإسراء: 85)).
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد