شاهدوا مسلسل مدرسة الروابي للبنات

mainThumb

23-08-2021 02:44 PM

أرفض شخصيا أن أنقاد نحو أحبولة استهجان وانتقاد مسلسل"مدرسة الروابي للبنات"، فقد راقني هذا العمل الفني جدا بكل وقائعه وأحداثه، حيث برعن القائمات على هذا العمل بسرد قصة فاضت بالمواقف من خلال منظور درامي متمكن ورؤية بصرية ممتعة.
  
أَبان العمل للمشاهدين الصراع بين المتنمر وضحيته، وكيف أن السلوكيات التي يمارسها المتنمر (الذي لا يلجمه أحد) لا يمكن أن تكون عابرة، بل تقبع واجمة في فؤاد الضحية وتصيبه بإنهاك نفسي، وتجعله يلتقم الابتئاس ويبخس تقديره لذاته ويضنيه الانهزام.
 
وطرح المسلسل قضية علاقة الأمهات ببناتهن، من خلال مريم التي تألمت بخفوت مما واجهته، واستنجدت بوالدتها كي تصدقها حين افترى عليها الجميع، وأيضا من خلال والدة رقية التي جادت على ابنتها الانتقاد والاستقباح فسلبتها الثقة عنوة، فسيقت ابنتها إلى جماعة المتنمرين لتعويض النقص الذي زُرع في روحها.
 
وبث المسلسل من خلال أحداثه تحذيرا من إبرام علاقة مع أفراد مجهولين من خلف الشاشات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتجنب الوقوع في فخ الجرائم الإلكترونية.
 
وأفصح العمل عن ولاء المراهقات بمعايير الجمال المعلبة والأنماط المستطيرة التي أفرزتها الإعلانات التجارية وحسابات المشاهير.
 
وعرج المسلسل على العلاج النفسي ونظرة المحيطين بمن يجاهد ظروفه ويلجأ للطبيب النفسي، وذكر قضية التحرش الجنسي والخوف الذي يحيق بالضحية، وكيف أن المتحرش يتمرد لأن الضحية لم تكن قوية الشكيمة ولم تمتلك الشجاعة لتقديم شكوى ضده، وسلط المسلسل الضوء على جريمة الشرف والسطوة الذكورية والعنف ضد النساء.
 
وكشف لنا العمل أنه لا يوجد إنسان بِشر مطلق أو بخير مطلق، لكن قد يزجر الإنسان الخير لكي يطلق الشر، وقد يلجم الشر لكي ينشر الخير.
 
قدمن القائمات على العمل وعيا مجتمعيا برؤية إخراجية متكاملة، حولت حمولات من الأفكار إلى عمل متكامل الأركان، وكان لمشاركة نخبة ذهبية من الفنانين الأردنيين دورا بارزا في نجاح هذا العمل، وعلى ما يبدو كان قصديا من القائمات على العمل إشراك مواهب أردنية واعدة، وكان واضحا أنهم تلقوا توجيهات وتدريبات مكثفة قبل الوقوف أمام الكاميرا.
 
اخترق هذا العمل خزين التجارب الحياتية لدى العديد من المشاهدين، وكان هذا واضحا وجليا من خلال التعليقات، وأهدانا تحذيرا لاهجا من سلوكيات سلبية يمارسها بعضنا يوميا، باختصار تحية لكل من شارك في هذا العمل .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد