صحيفة السوسنة الأردنية

كنت صباحا في ضيافة الاخ والصديق ابو براء الاستاذ عبد المهدي الهزايمة في بيته العامر ببلدة زحر غرب مدينة اربد,  وترددت في الكتابة كعادتي حتى يكتمل المشهد باركانه وابعاده  بعد جلسات قادمة مع الصديق ابو براء الذي يختزن في ذاكرته تراثا يحتاج الى مجلدات لتوثيقه ، لكنه سبقني ووضع صورة لنا على صفحته مما اثار لدي الرغبة في سرد بعض الاحاديث التي دارت بينا والتي استمرت  لسويعات ،بدءا من تراث الاباء والاجداد والزراعة بالطرق التقليدية كالحصاد والتغمير والرجادة وماراثون الدوران على لوح الدراس في البيادر وغير ذلك من التراث الشعبي ،وقد عرجنا على سيرة زملاء خدمنا واياهم في جامعة اليرموك وكان للمرحوم فهد قاقيش النصيب الاكبر لانه لم ينصف في حياته   رغم خدماته الجليلة في الرياضة والشباب والكشافة حيث كان قائدا لكشافة عصره فلم يغب يوما ما عن معسكر او تجمع كشفي في الاردن او في المحيط العربي، وتتلمذ على يديه العشرات بل المئات من القادة في الكشافة والمرشدات، وكان بمثابة  الاب الروحي لهم، وخدم في التربية والتعليم سنوات طويلة في التعليم والاشراف الرياضي والكشفي وكان حكما في العاب رياضية عديدة ومشرفا لسنوات لمركز شباب اربد الذي كان مدرسة في المسرح والموسيقى والعمل التطوعي الصادق البريء ،وانتقل مديرا للنشاط الرياضي في جامعة اليرموك الرياضي في ثمانيات القرن الماضي وكان من اصحاب مبادرة شعلة اليرموك  حيث بدات الفكرة في حوار بمعسكر عمل مع القادة من اليرموك ومنهم المشرف عبد المهدي الهزايمة والمرحوم محمود العقلة بني هاني ولم تغب شمس ذلك اليوم حتى تم وضع المخطط للفكرة وتم تنفيذها على ارض الواقع واصبحت تقليدا يرموكيا  حتى يومنا هذا واقيم النصب التذكاري  للشعلة   في منطقة العشة على نهر اليرموك الخالد وفي حرم جامعة اليرموك المنارة  واتمنى ان تدعوا  معي بالرحمة لمن  مضوا الى رحمته تعالى من رفاق الدرب وأمنياتنا بالعمر المديد والصحة والعافية لمن لا زالوا على قيد الحياة ويحفظون الود والوفاء لزملاء الامس ويذكرونهم بالخير ويذكرون الاخرين بهم والى جلسات  قادمة والمزيد من الذكريات  باذنه تعالى ؟