البطولات الزائفة

mainThumb

26-10-2021 12:15 AM

كثر الحديث هذه الأيام عن البطولات الزائفة وأصبح كل يدلي بدلوه بدونكيشوتية واضحة فهو وحيد عصره و فريد زمانه والشخصية التي لم تلدها ولادة لا قبل ولا بعد لعله يحجز مكانا في سدة العائدين الى منصة الحكم من غرفة الفئران التي ألقي فيها بعد التصدر و الكراسي و المناصب فهذه لها وهرة لا يعلمها الا من وصل اليها من المحظوظين.

الدخول الى غرفة التجميل هو الهدف  فهو اولا و اخيرا صاحب قرار و ولاية فيما ولي عليه، و لولا القوى الرجعية و العمى التقدمي لما عزل في البداية.
(الم...) عزل بسبب قانون رفضه الشارع و (الر...) ثبت و ترسخ بسبب نفس القانون علما أن صيغة القانون في عهد الأخير كانت أقسى لا بل أقرب الى البلطجة و التبلي منها الى قانون عادل يمثل علاقة بين سلطة و مواطن.
سنظل نعيد و نكرر بأن المواطن هو السبب و هو الاساس. نحن لا نريد ان نعرف او ان نفهم او ان نفكر، نترك هذه الامور لآخرين لهم أجندات بعيدة عن مصالحنا.
نحن نناكف فقط للصعود الى المركب او النزول الى المرفأ، أما الى أين بعد ذلك فلا يهم.
نحن نقدس الكرسي بغض النظر من يجلس عليه، و الغريب ان الكرسي - وليس الجالس عليه- يعرف و يفهم و يفكر، هناك لغة خاصة بالكراسي لكن أحيانا لا تنفع كل هذه الخزعبلات و لا بد من شخص فهمان يجلس على الكرسي. في هذه اللحظة يحصل التغيير و تبدأ أجندة جديدة و يستبدل الشخص الجالس و يستعاض عنه بآخر و إذا لم يفلح هذا الجديد في مكانه فالمستشارون كثر و ما على الشخصية الجديدة سوى البصم.
بالرغم من كل ما نعرفه نحن المواطنون عن هذه الشخصيات يأتون ليتحفونا بكلمات في سيرتهم و كأننا لا نعرف (البير و غطاه).
هناك متلازمة يعاني منها منفذو القرار فهم يفهمون خطأ أنهم أصحاب قرار. واللت و العجن و كل هذا الذي أكتبه هنا لا قيمة له اذا لم يكن هناك قارئ.
أجيب منين قراء. لا يوجد قراء. نحن أصبحنا مشغولين بالقراءة. 
و لكن بدون مادة للقراءة، هل جربتم أن تقرأوا صورة، أين الحروف و الكلمات ولكن الصمت في الصورة يتكلم. هذا يحتاج ذائقة فنية و طريقة للهروب من الجمود الذي نهلك نفسنا فيه.
ربما نرى عشرات الكليبات يوميا و لكن بدون فائدة تماما مثل سياسيينا مشغولين دائما بالسياسة و لكن لا يوجد أي سياسة.
مجرد بطولات زائفة. كتاب بدون قراء. سياسيون بدون سياسة. اعلاميون بدون اعلام.
و قراء بدون قراءة.
فاليعذرني القارئ على التشتت، فالتركيز المبالغ فيه يقود الى ما لا تحمد عقباه.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد