حكاياتي مع البحر

mainThumb

17-11-2021 06:57 PM

 عندما ذهبنا للعمل كمدرسين في الدوحة بقطر في سبعينيات القرن الماضي، وبحكم طبيعة العمل في الرياضة سواء في المدارس او الاندية بالتدريب او التحكيم تعرفنا على مجموعة من الاخوة القطريين والعرب ،وتشكلت صداقات مع بعضهم ولا زالت مستمرة الى يومنا هذا رغم تفرق  القوم ايدي سبا ،وكما يقوم المثل الشعبي الدارج(جبل علي جبل لا يلتقي ولكن بني ادم مع بني ادم يلتقيان بوما ومهما طال الزمن )،وكان ان التقيت بالصديق الصدوق الوفي  محمد حسين  بعد اربع عقود من الفراق في بطولة آسيوية لكرة السلة  كونه من اداراة الاتحاد الاسيوي لكرة السلة ،وزميل وصديق العمل  في مدرسة عثمان بن عفان الابتدائية في الدوحة، وكان معنا مجموعة من المدرسين القطريين الطيبين ،وكان لا بد من تنظيم رحلات داخلية مدرسية او طوعية لمجموعة من المدرسين الذين ركبوا البحر حسب  مفهومه لدى الخليجيين بانه للغوص والصيد ,واما تعلم الساحة فهي تحصيل حاصل من الطفولة ,وفي صبيحة يوم من ايام الخميس والبحر هاديء كالحصيرة ،وبعد ان تحايلنا على الاستاذ علي فرج الانصاري مدير المدرسة السماح لنا بالخروج او الهروب مبكرا لا ادري  وكان لنا ذلك ،وركبنا البانوش (القارب ) من فرظةالدوحة (ميناء خاص بمراكب الصيد )بقيادة النوخذة محمد حسين الخزاعي وبرفقة علي الحمادي وراشد غلوم ووصلنا الى بري (برج )العسيري منطقة في عرض الخليج ،وقد امر النوخذة قائد المركب بالتوقف عند الفشت (منطقة صخرية)وامرنا بقط (برمي) البورة وهي قطعة حديد مثبته بحبل كالمرساة لتثبيت القارب في الصخور البحرية ،وبداوا بمد اسلاك الصيد وعليها الطعم واذا بهم يغطون سطح القارب  بسماك الشعري ،وانا لضعف مهاراتي في الصيد علق بسنارتي يريور صغير (فرخ قرش)وطبعا لم يسعني  الخليج زهوا وفرحا بما علق في سنارتي،  واذا به لا يحسب صيدا  عرفا ويرموه (يقطوه) في البحر لانه من المخجل عرضه امام الصيادين على الفرظة  ونحن نتابط اليريور  ،وبعد ساعتين من الصيد امرنا النوخذة بسحب البورة لرحلة العودة وخاصة انه استشعر بخبرته  بدوران الهواء بكلمة (دار الهوا)وهذا قد  يعرضنا للخطورة،  ولكن لجهلي اصريت على البقاء لانه بدات  يعلق بسنارتي اسماك لا اعرفها وكنت في منتهى السعادة بذلك  ،واخذنا طول الوقت في الحوار، وبدانا رحلة العودة وكما توقع قائد المركب ابو جاسم بدا الهواء يصعب موقفنا ويلعب بنا في البحر يمينا وشمالا  ويجرفنا الى مسار ابعد في  رحلة العودة ،ومع ارتفاع الموج استغرقت  عودتنا  سبع ساعات علما بانها لا تحتاج الى اكثر من ساعة. ووجدنا الاصدقاء غازي وفيصل  اخوة محمد قد بلغوا خفر السواحل للبحث عنا ،وانتظرونا حتى وصلنا الفرظة منتصف الليل ومع هذا لم تتوقف المغامرة عن ركوب البحر لمتعة الصيد مع رفاق الدرب والعمل والبحر، وقد نافسنا في ركوب البحر بالصيد الوفير زميلنا وصديقنا المدرس عبد الله السويدي في قيادة بانوشه من على فرظة الوكرة  بالقرب من الدوحة  ،والى ان نلتقي مع اصدقاء اخرين لاستعادة حكايات جديدة  في بحر اخر ؟؟؟





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد