معهد ومصنع للرجال والقادةُ

mainThumb

25-11-2021 04:36 PM

عندما التحقنا بالمعهد العالي للتربية الرياضية للبنين، بابي قير بالاسكتدرية في ستينيات القرن الماضي ،كان المعهد في برامجه وحياته اليومية معسكرا ورديفا للقوات المسلحة المصرية ويقع بين ثكناتها ،حيث كانت الكلية البحرية  على بعد امتار قليلة على امتداد شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وتحيطه المعسكرات من الغرب والشرق ، وهو في الاصل موقعا عسكريا تم تأهيله على عجل ليصبح معهدا للتربية الرياضية وبمساحة واسعة تسمح بالتدريب على الرمايةبالاسلحة النارية  احيانا  ،وكانت ضمن خططه الدراسية برنامجا يوميا عسكريا  سواء في طابور الصباح او في الحصص العسكرية ضمن الخطة الدراسية ، والتي كان الشاويش زكي لا يقبل باقل من  طابورين زيادة عقابا لخطا في المشية العسكرية او الدوران للخلف، وكان الطابور يعني الدوران جريا حول ملعب الهوكي بابعاده التي لا تقل عن ملعب كرة القدم خمسة وعشرين لفة ، واسهل العقوبات كانت الوقوف تحت العلم لمدة لا تقل عن ساعتين ،اضافة إلى الزي العسكري الإجباري في دروس التربية العسكرية، وابرز المعالم العسكرية في طابور الصباح اليومي تحية العلم والانتقال من محاضرة لاخرى بطابور يقوده قائد الشعبة ويسلمها للمدرس باسلوب الشاويش للضابط  ، واما الضباط فكانوا يلقون المحاضرات الجماعية للدفعة كاملة في المدرج الوحيد آنذاك في المعهد، ولا يخلو التدريب من الرماية على مختلف انواع الاسلحة الصغيرة والمتوسطة وكان الخريج لا يحتاج سوى دورة لمدة شهور محدودة في الكليات العسكرية ليلتحق برتبة ملازم في القوات المسلحة المصرية ،وفي حرب عام 1967 ابان العدوان الصهيوني على الدول العربية وادى إلى ما أدى اليه، تم الحاق طلبة المعهد بالقوات المسلحة كجنود احتياط ،ولم يستثنى الطلبة العرب في المعهد  من كل المراحل العسكرية سواء في التدريب اوالدراسة والامتحانات والالتحاق كاحتياط بالجيش اذا لزم الامر،  والذي يدقق في كشف علاماته ممن درسوا في تلك الفترة يجد ان مادة التربية  العسكرية تتقدم على مواد السنوات الاربع، وبعد اجيال عديدة  ونحن نشهد الخريجين هذه الايام، لا املك الا الصمت ،لان في فمي ماء يمنعي من الحديث، والله المستعان ؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد