قمة بايدن للديمقراطيه واليوم العالمي لحقوق الإنسان

mainThumb

13-12-2021 02:40 PM

لو كان هدف بايدن من عقد قمة الديمقراطيه والتي تمت دعوة عشرات الدول لها ،ان يعتذر للعراقيين بإسم امريكا على تدمير ملجأ العامريه في بغداد بمن فيه من اطفال ونساء وارواح ،عن طريق صاروخين الأول لولبي يحفر والثاني مباشر يفجر ويدمر،ثم بعد ذلك عن احتلال العراق بسبب كذبة وجود اسلحة الدمار الشامل والتي بعد الاحتلال اعترف الامريكان وتوني بلير  انه لا وجود لها في العراق ولم يعثر على شيئ ،ويعتذر ايضا عن شرف العراقيين والعراقيات الذي انتهكته امريكا في سجن ابو غريب على يد جنودها الذين على رأسهم ريشه ومحصنين من المحاكمات والعقاب والذي شاهده كل العالم وشهد عليه ولم تنكره امريكا ،والتعذيب والقتل والتمثيل بالجثث والترويع والجرائم المتعدده التي حدثت فيه،يعتذر عن حصار الفلوجه وقصفها بالفسفور الأبيض الامر الذي جعلها اكثر مدينه بالعالم نسبيا يخرج مواليدها الى الحياة مشوهين خلقيا  ،يعتذر عن نهب الامريكان للآثار العراقيه قبل ان تنهبها وتحطمها داعش وسرقة الارشيف العراقي والثروات والمقتنيات وكل ما هو ثمين وتاريخي ،والتي اعادت منها واشنطن قبل يومين لوحة قلقامش التاريخيه والتي يزيد عمرها على 3500 سنه وهناك 140الف قطعه اثريه ستعاد بالطريق  ،يعتذر عن الديمقراطيه العجيبه التي جلبتها الولايات المتحده للعراق والتي اعادته الى الخلف عشرات السنين بل الى اللا دوله حيث القتل على الهويه والطائفيه ،والتزوير والفساد والتبعيه للخارج ونهب ثروات العراق وتفكيك وهدم الجيش العراقي وكل مؤسسات الدوله ،حتى اصبحت بلاد الرافدين امرها ومصير شعبها بيد عصابات مسلحه وميليشيات تعبث داخل وخارج الحدود وبيد قوى خارجيه اخر ما يهمها العراق وسواد عيون العراقيين ،يعتذر عن تحويل العراق الى بحار من الدماء ورعب المفخخات والكواتم حتى بات العراق ساحة لكل فنون القتل والعبث والارهاب ،وساحة  تصفية حروب بين اطراف خارجيه وداخليه وحتى وصل الامر بسبب الطائفيه النتنه الى الاسريه 
يعتذر عن الديمقراطيه التي جلبتها امريكا لأفغانستان ،حيث تدمرت الدوله والمؤسسات وسالت انهار الدماء وبعد عشرين سنه من احتلال افغانستان تدخل حركة طالبان بلا قتال وتستولي على الحكم، ومن علامات الديمقراطيه التي جلبتها امريكا لكابل، رآى العالم اجمع وعلى الهواء مباشره كيف يتساقط الأفغان   من عجلات طائرات القوه الجويه الأمريكيه وهي تحلق بالجو هاربة من كابل ولولا مساعدة دولة قطر لشاهد العالم جنود امريكا اسرى تعرضهم حركة طالبان على الشاشات وفي القنوات ومعهم جنود التحالف الدولي كذلك 
هذه مجرد نقاط  من بحار الديمقراطيه التي صدرتها واشنطن الى العالم الخارجي ،اما بالداخل وبإعتراف القاده الامريكان انفسهم وبعد اقتحام البرلمان فخر الديمقراطيه الامريكيه وبأوامر من عصابات الرئيس الامريكي السابق ترامب (والذي قال شخصيا ان هيلاري كلينتون واوباما والفرق التي تعمل معهم هم من صنعوا داعش واصحاب خطة الشرق الاوسط الجديد والفوضى الخلاقه)،قالوا بعد مقتل الامريكي الاسود جورج فلويد في 25 مايو 2020 وبعد اقتحام الكابيتول  ان العنصريه متجذره لدينا ولم ولن نتخلص منها منذ مئات السنين وستبقى ،ناهيك عن ان واشنطن هي البلد الاول عالميا في القتل اليومي وغالبا بسبب العنصريه والعرقيه  ونتيجة للسلاح المقنن الإنفلات ولم يتم تعديل تلك القوانين لمصالح عليا الكلمه فيها لتجار السلاح وبالطبع الذي له علاقه بجيوب الساسه 
إن كان هدفه الإعتذار فهذا شيئ جيد وخطوه بإتجاه الديمقراطيه الحقيقه ،لكنه لم يعتذر بل كرر الإسطوانه المشروخه بنكهة إزداوجية المعايير والكيل بمكيالين وذر رماد شعارات الديمقراطيه بالعيون والذي لم يعد لها تأثير فالناس وعت وتثقفت ورأت بأم اعينها نتيجة وسائل التواصل التي جعلت العالم قرية صغيره ،وبالتالي لا تحدثني عن اثر الذئب ان كنت اراه بأم عيني 
 
ومن الصدف انه وبعد قمة الديمقراطيه بثلاث ايام، احتفل العالم باليوم العالمي لحقوق الأنسان ،تلك الكذبة الكبيره والشعار الزائف الذي لا تطبقه معظم الدول وعلى رأسها التي تقود العالم ،كبريات الدول التي تحاضر علينا وتعطينا الدروس ،شعار وضعوه فقط للمساومات وللإبتزاز السياسي والإقتصادي وغيره لتحقيق اجندات ومصالح او عقد صفقات على حساب حقوق الانسان نفسها ،هذا الشعار ليس له علاقه بحقوق الانسان واحترام كرامته ،حيث نرى حاليا حكومات مليئه سجونها بالحقوقيين والمظلومين والمؤمنين بحرية الرأي كل ذنبها انها مارست حقها الانساني  ،وهذه الحكومات الدكتاتوريه الظالمه حليفه لدول كبرى تعطينا الدروس بحقوق الانسان وحرية التعبير ،ليس حليفه فحسب بل تدعمها بكل شيئ ،حكومات لدول مختلفه على الكره الارضيه ، اكبر دليل على كذب هذا الشعار هو ان الانسان الفلسطيني وبعد 80 سنه لم يأخذ حقوقه والتي ألد اعدائها غربا ومقربين ومحتلين وبقيادة امريكا، وبالرغم من ذلك كل سنه يحتفل العالم بحقوق الإنسان 
صدق من قال  : إن لم تستحي فإفعل ما شئت 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد