مداخلات النواب ومناقشة رسائل الدراسات العليا

mainThumb

08-01-2022 05:08 PM

 خلال الايام القليلة الماضية استمعنا الي مداخلات النواب الكرام في قضايا دستورية ورقابية وشؤون متعددة ، وانا استمع تذكرت ما يدور في مناقشات رسائل الدراسات العليا في الجامعات، حيث ترى المنصة وقد اعتلاها لجنة موقرة ،وقد لبسوا ارواب القضاء وبعضهم قد يلبسه من الصباح الباكر امام الطلبة على اعتبار انه اليوم غير بقية الايام في التاريخ ويبحث عن موقع لاخذ الصور ولا باس من تحية محبيه من الجمهور  والطلبة  ، وعندما تستمع إلى المناقشات ترى الفرق والتباين الواضح في الفكر والقدرات والملكات والثقافة، فتسمع كلاما في العمق ومناقشة في صلب الموضوع ويضيف للرسالة الجديد في المنهجية والتحليل ويثري فكر الباحث في  مناقشة النتائج والاستنتاجات والاضافات العلمية   ، وينال المناقش احترام الباحث  رغم قسوته عليه احيانا، وفي المقابل  من منهم يستعرض اخطاء  في الطباعة ،اوالاعتراض على جملة في صفحة   ويصر على تحديد موقع السطر بعد رقم الصفحة لاثبات الدقة  ، ولا تسمع منه ما يفيد الباحث والرسالة ويركز على نقص حرف هنا وهناك بسطحية  توحي للحضور بضحالة في الفكر والثقافة والتخصص ، وما إلى ذلك من تفاصيل مخجلة، وخاصة عندما يقتنع الباحث والحضور بضعف المناقش وتفاهة طرحه وقد يكون من خيارات الطالب والمشرف  ، وما نشهده  اليوم في مناقشات مجلس النواب لا يخرج عن هذا الاطار ، فتجد  منهم من يفرض نفسة على المجلس والحكومة والشعب في خطابه الرصين الذي يرقى لمستوى المحاضرة في قضايا الوطن وهمومه ويعالجها بعمق حتى لو اختلف البعض معه في ما ذهب اليه في خطابه  ،  ولكنك تجد الآذان صاغية في المجلس وخارجه وترفع اصوات التلفاز ليعلو صوته فوق اصوات الاخرين  ،  ومنهم من لايقنع جاره في المقعد بحديثه  الذي لا يخرج عن اطار العمومية والسطحية احيانا ،  وبلغة ركيكة واخطاء لغوية رغم انها مكتوبة له من الامس، ويفترض انه تدرب على قراءتها، وانه يجيد القراءة والكتابة كما جاء في شروط عضوية المجلس ، ويضطر بعض الحضور إلى الخروج  لحين الانتهاء من خطبته، ويلجا المشاهدون إلى تخفيض صوت التلفاز او اخماده ، ولا يعيب امثال هولاء استشارة غيرهم من اهل العلم، (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )صدق الله العظيم ،وكما يقال،  ما خاب من استشار، لانه في نهاية المطاف كما يفتخر طالب الدراسات العليا  ان قامة علمية اكاديمية  اشرفت عليه وزينت  صدر رسالته بتوقيعه، وتبقى ذلك في سجلاته  الى الابد،  ومنهم من يخجل من اسم  مشرفه قبل أعضاء لجنة المناقشة ولو بعد حين ، ، وكذلك المواطن  يشعر بالسعادة والرضا  ان النائب الذي  يمثله  يستحق ان يقف على المنبر  ويفاخر  به للاداء المشرف، ومنهم من يخجل ويندم انه انتخب من لا يستحق ان يجلس تحت القبة،   وليس الخطا عيباً في ذاته، ولكن تكراره وعدم الاعتراف به  والدفاع عنه هو من  يرتقي الى الخطايا ...وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي الشريف "" رفع عن أمتي ثلاث: الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"" ؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد