رحلة البلطيق والليالي البيضاء

mainThumb

15-01-2022 05:44 PM

 في حزيران 1985 ذهبنا  في زيارات لمدارس رياضية في جمهوريات الاتحاد السوفيتي لغايات بحثية علمية  ،ومنها جمهورية استونيا وعاصمتها تالين واصطحبني في هذه الزيارة الصديق العزيز الأستاذ الدكتور عماد عبد الحق حيث كان زميل دراسة وحاليا من اساتذة جامعة النجاح ،ونجم من الاكاديمين الرياضيين في فلسطين ،وكان السفر بالقطار  ولمدة ثمان ساعات  تقريبا   من موسكو الى تالين ومررنا بالحدود الشكلية للجمهورية السوفيتية انذاك بمدينة تسمى نارفا وهي مدينة زوجة الدكتور عماد   الدكتورة (ايرينا )والتي  اصبحت استونية بعد  تفكك الاتحاد السوفيتي ،مع ان معظم سكانها من الروس  ،وفيها محطة توليد كهربائية مركزية تغدي الشمال الروسي بما فيها مدينة لينينغراد التاريخية والتي قاومت النازيين في حصارها المشهور في الحرب العالمية الثانية ،ووصلنا تالين ،علما باننا اقلعنا من محطة قطارات من موسكو عصرا  ويفترض ان نصل في منتصف الليل تقريبا وما ان وصلنا حتى فوجئنا بان المدينة تعج بالحركة والمواصلات العامة مزدحمة بالركاب ،ولا يوجد ما يوحي بعتمة الليل ولا انارة بالشوارع ،وفي الفندق حاولنا النوم لكن الضوء من الخارج يوحي كاننا في وضح النهار علما باننا  في عمق الليل ،واضطررنا الى سحب الستائر لمحاولة النوم ومع هذا كان الامر صعبا وعند السوال والاستفسار اكتشفنا اننا في موسم ليالي القطب والبلطيق البيضاء ،حيث لا تغيب الشمس سوى لحظات ،وان الليل في تلك الفترة  يشبه وقت الغروب ،وتستمر هذه الليالي لثلاثة اسابيع تقريبا ،ومكثنا لايام قليلة وانجزنا المهمة العلمية ،والتي تتمثل في بعض الاختبارات على طلبة المدراس الرياضية في الالعاب المختلفة ،وهي تجربة نادرة على بحر البلطيق والذي يختلف في لونه مياهه وشواطئه عن بقية البحار وللاستونيين  تقاليد خاصة في الاحتفال بالليالي البيضاء حيث يقيمون الكرنفالات على الشواطئ وفي الساحات العامة، وكانوا لا يعجبهم التخاطب بالروسية اللغة الرسمية الدولة بل باللغة الاستونية ولذلك كانت لغتهم الروسية ركيكة، وغادرنا تالين العاصمة الاستونية ونحن نكاد لا نعرف اننا في الليل ام في النهار ،




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد