حكاية البدلة الكحلية

mainThumb

17-01-2022 03:37 PM

في حيث عفوي وجلسة اكثر عفوية تشعب الحديث وكالعادة يتراوح الحوار بين الاقتصاد والسياسة والرياضة وغيرها من الامور العامة والخاصة ،وللكل  الحق في الحديث في غياب ادارة للجلسة  ،وخاصة لمن يمتلك الصوت الاعلى او الحجة الاقوى ،ومع هذا يشارك الاغلبية والصامتون قلة، ومع هذا تتباعد وجهات النظر وتتقارب في قضايا عامة وخاصة السياسية منها، وتطرق احدهم لقضية التوزير  .

وبدات الرويات تنهال على الحضور  والتي تحكي قصص اقرب الى الخيال من الواقع ،وليس بالضرورة ان تكون دقيقة .وفي غياب الشفافية والعدالة في اختيار الوزراء .

وفي ظل انعدام الاحزاب تبقى الساحة مفتوحة للتاويل والروايات ،ومنهم من شطح بافكاره الى روايات وحكايات بان فلان لايغلق هاتفه كلما سمع بتشكيل او تعديل لانه اقرب الى الوزارة من غيره ،وانه في الطريق اليها ومنهم من يجهز نفسه لانه درس في معهد مخصص للوزراء، ومنهم من تتوسط له الزوجة او الخالة والعمات والاعمام ،وروى احدهم ان هناك من تم دعوته على عجل بعد تعثر مفاوضات مع احدهم او للتبديل المفاجئ ،وقيل له البس بدلة كحلية او سوداء او اقلها رمادية ،واتبعنا فورا  الى المكان المحدد للاجتماع قبيل الاعلان وحلفان اليمين  ،وفي رحلة لتركيا تذكرت الحديث حول البدلات ولما كانت النفس امارة بالسوء وتوسوس للانسان احيانا  باحلام اليقظة ،ودخلت محل خاص بالبدلات ولفت نظري  عبارة( Buy one Get one free) ومصادفة كان من بينها الكحلي والاسود واشتريت واحدة والثانية مجانا ،واحتفظت بالبدلتين في اكياسهما  لفترة طويلة انتظارا لمكالمة ولو بالخطا كما حصل  مع الممثل المصري احمد زكي في فيلم معالي الوزير عندما تم استدعاءه للوزارة لتشابه بالاسماء  .

وفي نهاية الامر استخدمت احداهما في مناسبة لم يكن لي خيار الا ان البسها .وبقيت البدلة الكحلية، وبعد صبر وانتظار طويل فتحت الكيس الذي يغلفها، فوجدت الفار قد تسلل اليها وقرقطها ،وهنا تذكرت الفنان الشعبي العم سيد الذي كان يعزف على الاوكورديون في الاتوبيسات العامة في الاسكندرية في ستينيات القرن الماضي عن الفار الذي قرقط البدلة (واشمعنى بدلة غيري مقرقطهاش وناس ليها بخت وناس ملهاش )وبعدها افقت من احلام اليقظة  التي ارقتني مطولا. ؟؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد