مزايا التقاعد

mainThumb

29-04-2022 04:21 PM

تتفاوت ردود الافعال لدى المتقاعدين تبعا لعوامل عديدة، ومن ابرزها طبيعة العمل ودرجة صعوبته ،وبدراسة تتبعية لاعداد غفيرة ممن تقاعدوا من العمل ومعظمهم من وظائف في  القطاع العام والخاص، ومن خلال الاسئلة الاستقصائية للدراسة وجدنا ان هناك مزايا في التقاعد لمن يستعد له مبكرا ويحضر نفسه سيكولوجيا للتعامل مع البرنامج اليومي الجديد، ويحسن استغلال الفراغ بطريقة تعود عليه بالصحة النفسية قبل البدنية، وبعد تحليل نتائج الدراسة ، جاء التخلص من اعباء الوظيفة وتبعاتها في اعلى سلم المزايا ،واتى التخلص من بعض الاشخاص الذين كانوا مع المتقاعد في الخدمة ويشكلون حملا ثقيلا على النفس وقد لا يراهم بعد ذلك في حياته لانه لا يسعى لرؤيتهم وهم يبادلوه نفس الشعور بالتاكيد، وتاتي القراءة والكتابة والاستمتاع بذلك في مرتبة متقدمة من المزايا. وجاء التفرغ للبيت والاولاد والاحفاد في مرتبة متوسطة ،وجاء الاستغلال الامثل لاوقات الفراغ  والذي يتمثل في رحلات داخلية او خارجية في مرتبة اقل من متوسطة حسب اجابات العينة ،وجاء النوم العميق في الدرجات الاقل في الترتيب ويرجع ذلك للتقدم في السن والقلق الذي يرافق المتقاعد جراء ذلك ،وفي المقابل تجد هناك  بعض زملاء العمل من هم في قمة السعادة جراء التخلص  من المتقاعدين تبعا للهدف من ذلك، فقد يكون التقاعد كان سدا في طريقه لمركز او درجة او جاثم على صدره لايستطيع التنفس براحة في حضوره خجلا او خوفا ، او ان الموظف كان نزيها وعادلا وهذا لا يرضي المنافقين والحرامية ويحجب عنهم فرص السرقات ،ومنهم من ينتظر خروج المتقاعد لاحتلال مكتبه وذلك اضعف الايمان ،ولكن نرى ان السعادة نسبية  ومؤقتة لان المنافقين لا يجدون انفسهم  الا في اجواء  التملق والفتنة والتسلق والزحف ، وهذه ليس متوفرة في كل الاوقات ،وان وجدت ففيها تنافس شديد بين المنافقين وتسرق منهم حياتهم وهم لا يشعرون ، وفي نهاية المطاف فان مصيرهم مزبلة التاريخ ،واهم التوصيات للذين ينتظرون التقاعد عليهم ان يفهموا انه خروج للحياة بافق اوسع وان يستعدوا لذلك جيدا لانهم تخرجوا (ولم  يتقاعدوا )الى حياة جديدة عنوانها السعادة في حاضنة اجتماعية يختارها المتقاعد  بنفسه  ،والتوصية الاخرى للذين سعدوا وسعوا للتخلص  من زملائهم  في العمل، انهم في الطريق الى نفس المصير ولو الى حين  ، هذا اذا امد الله في اعمارهم ووصلوا للتقاعد، ولم تخرج جنازاتهم من مكاتبهم التي اعتقدوا انها ابدية ، وتقبل الله طاعاتكم في هذا الشهر الفضيل؟




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد