مباراة اسرائيل وروسيا

mainThumb

24-06-2022 04:12 PM

سبق ان واكبنا كل احداث الكيل بمكيالين وإزدواجية المعايير في عالمنا ،وكتبنا وتكلمنا عنها ،ولم نمل او نكل من ذلك ،كنا نسلط الضوء على المواقف التي تبرز هذا الأمر دائما ،لأن الغرب من الذكاء والشطاره يغلفها ويزينها بحيث لا تبدو ازدواجية معايير او كيل بمكيالين بل وكأنها مواقف تعكس العداله وحقوق الإنسان ،وانا اقلب الأخبار لفت نظري صوره لملعب وهناك علم الكيان الإسرائيلي وعلم روسيا ،مكتوب تحت ذلك تم إلغاء المباراة ،كانت هذه المباراة ضمن دوري امم اوروبا ،طبعا سبب الإلغاء ليس انسحاب إسرائيل حيث لن تستطيع تحمل غضب الدب الروسي ولا تتجرأ على ذلك ايضا ،حيث من الغباء مثلا ان تفقد الضوء الاخضر الروسي في القصف شبه اليومي لسوريا التي تسيطر روسيا على اجوائها كذلك من الغباء ان تخسر دعم الفيتو الروسي لها على الأقل انه لن يرفع ضد امر لها مصالح فيه ،لكن السبب هو ان الإتحاد الدولي لكرة القدم  قرر إلغاء المباراة بسبب ان روسيا قامت بغزو اوكرانيا ،وهنا يكشف الإتحاد الدولي عن عوراته القانونيه والإنسانيه ،هو يتناسى ان إسرائيل ايضا قامت بغزو دولة فلسطين منذ اكثر من 75 سنه ،لكنه لم يلغى اي مباراة لها بل احتضنها ودعمها ،كما ان الاتحاد الدولي كان يعاقب من يتعاطف مع فلسطين في الملاعب الرياضيه بحجة عدم زج السياسه بالرياضه بينما نرى الآن الأعلام الأوكرانيه بكل ملاعب العالم تقريبا ، كذلك يعلم الإتحاد الدولي ان اسرائيل تضيق على المنتخبات الفلسطينيه وتمنعها من السفر احيانا ولم يحرك ساكن وهو بذلك ينافق ويحابي اسرائيل المحتله في موقف غير اخلاقي ولا انساني ،هذه المواقف ايضا تكشف عن عورة ان الإتحاد الدولي للرياضه مجرد اداه بيد الدول الكبرى ويخدم اجنداتها لا اكثر 
نقول هذا الكلام لكننا والعالم أجمع يعلم ان الدول الكبرى وضعت على رأس الكيان المحتل ريشه منذ ان صنعته وربما خططت لذلك قبل الصناعه ،فلا يخضع للقوانين الدوليه ولا يحاسب على جرائمه ،ولا يأبه بأية شرعيه عالميه ،كل الدول الكبرى بدون استثناء غير امريكا وبريطانيا الصانعين الأساسيين طبعا ،فلم نسمع من روسيا والصين وألمانيا وفرنسا مثلا ادانه يوما ما ضده او مشروع قرار يناصر فلسطين المحتله ،لا يمكن لأمريكا تبحث موضوع الا ومصلحة وأمن اسرائيل تكون النقطه الأساسيه فيه ،أيا كان ذلك الموضوع ،فهي تحشر مصلحة تل أبيب في كل المواقف والمباحثات ،وتساوم وتبتز من اجلها ،سوف يزور باين المنطقه ويجتمع مع دول الخليج والعراق ومصر والأردن وربما المغرب ،فمن يظن انه جاء ليطرح من ضمن الإجتماع اقامة دوله فلسطينيه او حق العوده او ان القدس الشرقيه عاصمة دولة فلسطين او فتح الحصار عن شعب غزه المحاصر منذ سنوات ،فهو واهم بل ولا زال غافل ،هو جاء ليطرح اولا حماية امن الكيان المحتل ،والتحالف معه لمواجهة ايران كذلك التعاون معه لخنق غزه اكثر ومحاولة النيل من المقاومه بشتى الطرق كمنع دخول اي مواد يمكن ان تستخدم بوسائل المقاومه ،ثم يلي ذلك بحث مصادر الطاقه واسعار النفط وحرب اوكرانيا وربما يساوم بموضوع اليمن مقابل ما ذكرنا اعلاه ،الغريب بالموضوع على طاري محاربة ايران ،ان اسرائيل قصفت المفاعل النووي العراقي وهو قيد الإنشاء في 7 يونيو 1981 في العمليه المعروفه بإسم اوبرا  او بابل وهي غاره جويه اسرائيليه اسفرت عن تدمير المفاعل النووي وهو قيد الإنشاء والذي يبعد 17 كيلو مترا عن جنوب شرق بغداد واثناء الحرب العراقيه الإيرانيه التي بدأت في عام 1980 
   لكن اسرائيل نفسها لم تخف من البرنامج النووي الإيراني ،كانت تنظر إليه مع امريكا وهو  يكبر وتكتمل أركانه وقوته ،طوال هذه السنين ،وبعد كل هذا يأتي بايدن يطلب تحالف عربي اسرائيلي لمواجهة ايران ،والسؤال :لو كانت اسرائيل قصفت المفاعل النووي الايراني وهو قيد الإنشاء كما فعلت بالعراقي هل ستحتاج امريكا الان لتحالف عربي اسرائيلي يحمي اسرائيل اولا من ايران ؟
وهل ستكون دول الخليج بهذا القلق على امنها من المفاعل الايراني ؟
صحيح اننا بدأنا بالرياضه لكنها مسيسه وجرتنا للسياسه ،كل شيئ اصبح بالعالم مسيس حتى الجنس البشري سيسوه وإستغلوه فخرج لنا جنسا ليس بذكر ولا انثى لا يشبه طبيعة خلق الله للبشر ،بل ملعوب فيه من اجل ضرب ثوابت معينه ،التمسك بها يضر مصالح الكبار ،ولم يقف الأمر عند البشر ، بل حتى الفيروسات لعبوا بها  وسيسوها وجندوها  والدليل ليس كوروبا فحسب بل ما ذكرت روسيا انها وجدت في اوكرانيا مصانع جرثوميه وفيروسيه القصد منها الهجوم على البشريه 
ولا يبدو ان عالمنا يتجه نحو السلم الدولي كما يروجون بل على العكس تماما 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد