مدينة بامبيرغ الألمانية، محمية تاريخية وتراث عالمي لليونسكو

mainThumb

17-07-2022 03:07 PM

لقد خطط لنا إبننا محمد حفظه الله ووفقه لما يحب ويرضى رحلة لمدينة بامبرغ في ألمانيا (بالألمانية: Bamberg) من صباح يوم السبت الموافق 16/7/2022 مشيا على الأقدام ومستخدمين الترام والقطار في تنقلاتنا. تقع مدينة بامبيرغ في ولاية بافاريا في إقليم فرانكونيا العليا على نهر ريغنتز قرب التقائه بنهر ماين وتبعد بامبيرغ عن مدينة نورينبيرغ ساعة في القطار. والفرانكيون عند العرب هم الرنجة، ومن أشهر ملوكهم شارلمان (الذي حاول التمرد على زمن هارون الرشيد ملك الملوك آنذاك، برفضه دفع الجزية بعد أن إستلم الحكم من بعد ملكتهم. فأجابه هارون الرشيد على خلف كتابه (رقعته آنذاك): من هارون الرشيد ملك الملوك إلى شارلمان ك ل ب الروم سترى منا قبل أن تسمع وحشد له الجيوش وجاءه شارلمان صاغرا دافعا الجزية. وكان المسلمون آنذاك متطورون علميا وتكنولوجيا وطبيا ... إلخ أكثر من الفرنجه لأنه عندما اهدى هارون الرشيد ساعة رنانه لشارلمان وسمع شارلمان صوت رنتها هرب منها ظانا أن فبها جنيا)، وضمت امبراطوريتهم أجزاء كبيرة من ألمانيا وشمال فرنسا. بامبيرغ واحدة من المدن القليلة في ألمانيا التي لم تدمرها الحرب العالمية الثانية لوجود مصنع للمدفعية قريب منها، حماها من قصف الطائرات. تم تسجيل المدينة على قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو وتعتبر بامبيرغ واحدة من أجمل المدن التراثية والتاريخية الألمانية ومقصد سياحي مهم للسياح من ألمانيا وخارجها. وبامبيرغ بالفعل تحفة فنية ومعمارية بديعة، وما يزيد جمالها جمالا هو وجود حوالي 2000 معلم تاريخي، معظمها نصب أثرية وتذكارية وتاريخية وفيها حي الحدائق القديم الذي يبلغ عمره حوالي ألف سنة.
 
وأروع مثال على الفنون المعمارية التي تزخر بها المدينة هي "قبة القيصر" ذات الأبراج الأربعة والتي يعود تاريخها إلى العصر الروماني المتأخر. وكذلك فيها مبنى البلدية القديم الواقع في وسط النهر، إضافة إلى ما كان يسمى بمستوطنة الصيادين التي يطلق عليها "البندقية الصغرى"، نسبة إلى مدينة البندقية الإيطالية. من حسن حظ هذه المدينة انها خرجت من جميع الحروب التي شهدها وسط أوروبا دون تعرض معالمها التاريخية للدمار، الأمر الذي جعلها تحافظ على هذه المعالم وعلى نمطها التاريخي. ويعود الفضل في تخطيط المدينة البديعة إلى مؤسسها وراعي نهضتها القيصر هاينريش الثاني (1002ـ 1024) الذي جعل منها منطقة محورية في مملكته. وهناك مرحلة تطور أخرى عاشتها المدينة في العصر الباروكي، عندما كلف مطارنة الكنيسة فيها أشهر فناني الديكور والزخرفة بوضع اللمسات الجمالية والفنية على وجهها. فقلما تجد مدينة تجمع بين عبق التاريخ بأصالته وثقافته وتقاليده وجمال الطبيعة من ماء وجبال وخضرة مثلما هو الحال في بامبيرغ. يتناغم في بامبيرغ الحاضر مع الماضي والثقافة مع الطبيعة والتقاليد مع الحداثة. لقد تنقلنا في معظم الأماكن المشهورة في المدينة تاريخيا وتراثيا، ودخلنا داخل كتادرائية بامبيرغ الجميلة والتي يفوح منها عبق العراقة والتاريخ، وجلسنا في حديقة قبة القيصر الخلابة وإلتقطتا عدد لا بأس به من الصور التذكارية في جميع ما ذكر من أماكن. ولحسن حظنا كان في المدينة في يوم زيارتنا لها مهرجانات تراثية تشمل السحر والسيرك والتمثيل. مرفقا مع مقالتي هذه عدد من الصور التاريخية لهذه الزيارة المتميزة.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد