امرأة سورية تتحدى النيران في ريف حماة

mainThumb
السيدة السورية زيزوف علي

15-08-2025 03:30 PM

السوسنة - في قلب سهل الغاب بريف حماة الغربي، وتحديدًا في قرية "عين الورد" الوادعة، وقفت السيدة السورية زيزوف علي، وهي في عقدها السابع، على عتبة منزلها الطيني العتيق، تراقب بعيون مثقلة بالحزن ألسنة النيران وهي تزحف نحو قريتها.

رفضت المغادرة رغم تصاعد ألسنة اللهب، ورائحة الدخان التي ملأت المكان، والحرارة التي لسعت وجهها، وأصوات الاحتراق التي تعالت من بعيد. تمسكت ببيت العمر، رافضة أن تتركه حتى في وجه الخطر المحدق.

قصة زيزوف علي، التي نشرتها منصة "روزنة" السورية مرفقة بصورها، أثارت موجة واسعة من التعاطف على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها كثيرون رمزًا للصمود والتشبث بالجذور، في وقتٍ تتسارع فيه الكوارث البيئية وتُجبر الناس على النزوح.

الحرائق التي اندلعت منذ يومين في جبال قرى وبلدات سهل الغاب، وامتدت إلى جبلة في ريف اللاذقية، باتت تهدد حياة السكان ومنازلهم، وسط صعوبات جمّة تواجه فرق الدفاع المدني السوري، أبرزها شح مصادر المياه، ووعورة المناطق، وكثافة الأشجار، واشتداد سرعة الرياح، مما جعل السيطرة على النيران أمرًا بالغ التعقيد.

ورغم هذه التحديات، هبّ أهالي مناطق الغاب للمساعدة، ووقفوا جنبًا إلى جنب مع فرق الدفاع المدني، في محاولة لمنع امتداد الحرائق ومحاربة انتشارها، في مشهد يعكس روح التضامن الشعبي في مواجهة الكوارث.

من جهته، أكد مدير الدفاع المدني في اللاذقية أن النيران تنتقل بسرعة كبيرة بسبب التضاريس الصعبة والرياح القوية، ما يجعل جهود الإطفاء تواجه تحديات غير مسبوقة.

قصة زيزوف علي ليست مجرد حكاية عن سيدة رفضت ترك منزلها، بل هي شهادة حيّة على ارتباط الإنسان بأرضه، وعلى قوة الإرادة في مواجهة المحن، وعلى أهمية التضامن المجتمعي في أوقات الأزمات.

اقرأ ايضاً:



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد