دلالة الاستراتيجية النووية وإنهاء الحرب في أوكرانيا .. كيف ذلك؟

mainThumb

20-07-2022 09:19 PM

.. "واقع الحال، في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، ان تنحصر المخاوف من اي تهديد أمني مختلف التهديد النووي؛ ذلك المسار المجهول، لكنه ضمن التوقعات المؤسفة.
في المعطيات الرقمية، ذات البعد العسكري، ان روسيا والولايات المتحدة، تسيطران على حوالي 90 بالمئة من الرؤوس الحربية النووية في العالم، إذ تملك كل منهما حوالي أربعة آلاف رأس حربي في مخزوناتهما العسكرية، وفقا لاتحاد العلماء الأمريكيين.
*سؤال عن دلالة الاستراتيجية النووية وإنهاء الحرب في أوكرانيا.. كيف ذلك؟.
قراءات افصح عنها الحائز على جائزة نوبل للسلام "أوسكار آرياس"، الذي كان رئيسا لكوستاريكا من 1986 إلى 1990 ومن 2006 إلى 2010،ويشاركه في الدراسة، رئيس معهد الأمن العالمي " جوناثان جرانوف" المرشح لجائزة نوبل للسلام.
القراءة انطلقت من حقيقة أن : الحرب ، مثل النار ، يمكن أن تنتشر خارج نطاق السيطرة ، وكما يذكرنا الرئيس بوتين ، فإن هذا الحريق بالذات لديه القدرة على بدء حرب نووية.
.. "آرياس" و"جرانوف"، راجعا ما نتج عن مؤتمر صحفي مشترك، عقده مؤخرًا مع رئيس بيلاروسيا ، أعلن بوتين-فيه- أن روسيا ستنقل صواريخ إسكندر إم إلى بيلاروسيا. يمكن أن تحمل هذه الصواريخ رؤوسًا حربية نووية ، ويبدو أن هذه الخطوة تهدف إلى عكس ترتيبات المشاركة النووية التي أبرمتها الولايات المتحدة مع خمسة من حلفاء الناتو - بلجيكا وهولندا وألمانيا وإيطاليا وتركيا.

*العودة إلى الخمسينيات من القرن الماضي.

في الحقيقة، عسكريا وامنيا، تم إدخال الأسلحة النووية الأمريكية إلى أوروبا في الخمسينيات من القرن الماضي كإجراء مؤقت للدفاع عن ديمقراطيات الناتو التي كانت قواتها التقليدية ضعيفة. بلغ عدد الأسلحة النووية في تلك الدول الخمس ذروته حول 7300 رأس حربي في الستينيات ، ثم تضاءل إلى حوالي 150 اليوم ، مما يعكس القوة التقليدية المتزايدة لحلف الناتو وتقديره المتناقص للفائدة العسكرية للأسلحة النووية. لكن حتى 150 سلاحًا نوويًا يمكن أن تكون أكثر من كافية لبدء مواجهة خطيرة مع روسيا.
.. و المثير، ان القراءة، تقارن وتؤكد:ان العالم اليوم قريب من الهاوية النووية كما كان خلال أزمة الصواريخ الكوبية . في الواقع ، قد تكون المخاطر النووية المعاصرة أسوأ في الواقع. في حين استمرت أزمة الصواريخ الكوبية 13 يومًا فقط ، فمن المرجح أن يستمر القتال في أوكرانيا ويغري بالمصير لعدة أشهر قادمة.
*نزع فتيل التوترات النووية.
.. يرى"آرياس" و"جرانوف" ،ان :المفاوضات ضرورية لنزع فتيل التوترات النووية. على الرغم من أنه ليس له دور مباشر في حرب أوكرانيا ، إلا أنه من المناسب أن يكون لحلف الناتو دور في تشجيع المفاوضات لإنهائها،نظرًا لأن الناتو قوة عسكرية قوية للغاية - أقوى حتى من روسيا بوتين - وبما أن الرئيس بوتين قال إن الحرب في أوكرانيا هي جزئيًا رد على تصرفات الناتو ، فإن دعوة الناتو إلى مفاوضات السلام ستكون مناسبة وستحمل بعض الوزن، لأن ذلك : يتماشى مع التزامات الدول الأعضاء في الناتو بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
الوقائع تعيدنا إلى ما أشار اليه قادة الناتو في اجتماعهم في مدريد مؤخرًا، من أن:
"معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية هي الحصن الأساسي ضد انتشار الأسلحة النووية ، وما زلنا ملتزمين بقوة بتنفيذها الكامل ، بما في ذلك المادة السادسة [المادة التي تلزم الدول المسلحة نوويًا بالسعي وراء الأسلحة النووية نزع السلاح]."
عمليا، وفي مسألة استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا، وبقاء الخيار النووي مفتوحا على الاحتمالات، يتضمن هذا الالتزام ، من" المعاهدة"، وفقًا لتقرير مؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار لعام 2000 ، "تقليص دور الأسلحة النووية في السياسات الأمنية لتقليل مخاطر استخدام هذه الأسلحة على الإطلاق وتسهيل عملية إزالتها الكاملة"، وهو في النظرة الجيوسياسية الأمنية، من مستحيلات قوة حلف الناتو، في هذه المرحلة من الصراع؛ وفي الحوارات العسكرية القائمة، يتضح، كما تشير القراءات إلى :التزام الناتو الحالي بالردع والدفاع واضح. ولكن لاستئناف المحادثات ، يجب على حلف الناتو الآن إيجاد طريقة لتشجيع الانفراج والحوار.

*العودة إلى الحوار!

في مقترحات "آرياس" و"جرانوف"، إن إعادة كلا الجانبين-روسيا والناتو، والطبع بينهما أوكرانيا - إلى الحوار تتطلب لفتة دراماتيكية.
وفي الرؤية مقترحات هي:
أ) :
خطة الناتو بالاستعداد لسحب كل الرؤوس النووية الأمريكية من أوروبا وتركيا تمهيداً للمفاوضات.
ب) :
إتمام تنفيذ الانسحاب بمجرد الاتفاق على شروط السلام بين أوكرانيا وروسيا.
ج) :
لعبة متابعة سياسية-أمنية، فالاقتراح من شأنه أن يجذب انتباه بوتين وقد يجلبه إلى طاولة المفاوضات.

د) :
لن تؤدي إزالة الأسلحة النووية الأمريكية من أوروبا وتركيا إلى إضعاف الناتو عسكريًا ، نظرًا لأن الأسلحة النووية لها فائدة قليلة أو معدومة في ساحة المعركة .
ه) :إذا كانت - النووي-أسلحة الملاذ الأخير حقًا ، فلا داعي لنشرها بالقرب من الحدود الروسية. بموجب هذا الاقتراح ، ستحتفظ فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة بترساناتها النووية الوطنية ، وإذا حدث الأسوأ ، فلا يزال بإمكانهم استخدامها نيابة عن الناتو.
*70 عامًا بدون حرب كبرى

المؤكد، بحسب القراءات التي تدور حول طاولة حلف الناتو، وعلى الرغم من مرور 70 عامًا بدون حرب كبرى ، لا يمكن للردع النووي أن يستمر إلى الأبد،فهو:يعمل فقط طالما أن البشر يتخذون الخيارات الصحيحة، وهنا نقول، ان فهم ان الحرب القائمة ليست من الحروب التاريخية، فهو حسابات تدور في الفراغ.

.. أيضا، لجأ كتاب القرالة-بكل حيثيات خطورتها المرحلية-الى التواصل مع الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش ، الذي قال: "إن هذه الأسلحة تقدم وعودًا كاذبة بالأمن والردع - بينما تضمن فقط الدمار والموت وسياسة حافة الهاوية التي لا نهاية لها" ، و-ايضا-مع البابا فرانسيس ، الذي قال ، "[الأسلحة النووية] موجودة في خدمة عقلية الخوف التي لا تؤثر فقط على الأطراف المتنازعة ، بل تؤثر على الجنس البشري بأكمله. "، وكذلك مع السناتور الأمريكي الراحل آلان كرانستون الذي قال ببساطة ، " الأسلحة النووية لا تستحق الحضارة ".

*فشل ترسانة الناتو النووية.
يقر"آرياس" و"جرانوف"، بطريقة ما، غير واضحة، ان الحال، في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، وتلك الأزمات والتداعيات التي وضعت العالم على محك الهاوية، فشلت ترسانة الناتو النووية في ردع الغزو الروسي لأوكرانيا ، ولم يعد لها أي فائدة تقريبًا كسلاح حرب. لكن لا يزال من الممكن استخدام أسلحة الناتو النووية بشكل جيد ، ليس من خلال التهديد بشنها وتصعيد الحرب ، ولكن من خلال سحبها لإفساح المجال لمفاوضات جديدة وإحلال السلام في نهاية المطاف، القراءة الصدمة، نقلتها شبكة The Hill، المقربة من البيت الأبيض، لكنها تقترب إلى حد غريب من ما قاله الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف للولايات المتحدة، قبل أيام، من إن محاولات الغرب معاقبة قوة نووية مثل روسيا على الحرب في أوكرانيا قد تعرض البشرية للخطر.

و-ميدفيديف-أشار ان: تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في أخطر أزمة في العلاقات بين روسيا والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، عندما كان كثيرون يخشون أن يكون العالم على شفا حرب نووية.
.. نعيش، في المنطقة والإقليم، كما في العالم قاطبة، مرحلة الانتظار والترقب ، فيما الحرب، تؤشر للأزمات وسباق مؤشرات اقتصادية وغلاء ونقص سلاسل التوريد والنقل، كأننا ننتظر المخلص.


*huss2d@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد