شيوخ وزعامات مصطنعة

mainThumb

28-07-2022 03:12 PM

قبل قيام الدول الحديثة كانت قيادات وطنية محلية وعشائرية تتولى قيادة التجمعات السكانية وادارة شؤونها ،وتتصف بالكرم والنخوة والشهامة، وليس بالضرورة بوفرة الاموال وانما بغنى النفس وحب الخير وإصلاح ذات البين ونصرة المظلوم ، وكانت إعدادهم محدودة جدا وقرارتهم قطعية لا مجال لمناقشتها او استئنافها ،وبعد التطور في اساليب الحياة ونشوء المؤسسات الرسمية والحكومات وظهور المدارس والجامعات ،ظهرت طبقة جديدة وحازت على درجات عالية علمية ووظيفية واصبح لدى بعضها وفرة مالية .

وبدات تنافس ابناء شيوخ العشيرة او القبيلة في المجالات الاجتماعية وغيرها ،وهذا من حق الجميع في التنافس بشرف واخلاق الفرسان دون اغتيال لشخصيات قدمت للوطن ولاهلهم وعشيرتهم الكثير كل في موقعة، وذلك بالاساءة الى ارثها الطيب ،وقد تجد من يتطاول على الاولاد والاحفاد بدون ذنب سوى انهم ابناء واحفاد ذاك الشيخ او زعيم تلك القبيلة ،علما بانهم يحظون بسيرة طيبة لدى كل من عرفهم او سمع بهم ،وغالبا ما تأتي هذه الاساءة من اقرب الناس اليهم ومن داخل عشيرتهم، وتظهر هذه الافرازات في الانتخابات بكافة اشكالها البلدية والنيابية وحتى في الدواوين ،وفي المقابل قد يفلح وينجح في الحياة ابن عامل الوطن والمزارع البسيط وغير ذلك ممن كانت امكاناتهم متواضعة وهذا مصدر فخر لهم، وباب الاجتهاد مفتوح ولكل مجتهد نصيب ،وقد يدفعون ثمن ذلك من مجتمع لا يرحم وخاصة داخل العشيرة ،وسبب ذلك ان والدهم كان من الفقراء او البسطاء ،وهنا لا ذنب لمن ورث المجد من والده بمحاربته والاساءة اليه غيرة وحسدا ،ولا يعيب من ورث الفقر ويمنعه من ان يصل الى اعلى المراتب العلمية والوظيفية والاجتماعية بجده واجتهاده .

ولكن الذي لا يمكن قبوله او تصوره هو الكذب على الاحياء والأموات والادعاء بالشيخة والزعامة ماضيها وحاضرها زورا وبهتانا من اشخاص لا يملكون من مقومات الزعامة سوى الادعاء بها ،ولكنهم منافقون ومتسلقون ومصطنعون ،وخاصة في المناطق المغلقة اجتماعيا وعشائريا ،والتي تعرف بعضها بعضا ،وفي النهاية يكرم الانسان ويحظى بالاحترام من الجميع لخلقه ،وانسانيته وخدمته للاخرين بغض النظر عن الارث الذي لا خيار له فيه، وان اكرمكم عند الله اتقاكم ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد