تعلمت من حفيدتي

mainThumb

10-08-2022 11:29 AM

حضرت حفيدتي نورا من ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة الاميريكية مع والدتها في اجازة قصيرة، وكنت قد زرتهم قبل اربعة اعوام في تشانوجا المدينة التاريخية بولاية تينسي ،ولم تكن قد بلغت العام الاول من عمرها، ولكنني عندما التقيتها لاول مرة هناك اخفيت دمعتي حتى لا تراها ابنتي ، وكتبت يومها على صفحتي اتساءل هل لهذه الطفلة فرصة للحياة في ظروف افضل في قادم الايام بعد ان ابتعدت بها المسافات وفي ظل الغربة القاسية ؟.
وبعد تلك السنوات الاربع جاءت باحلامها ،وكنت اتحاور معها يوميا في الصباح الباكر خلف البيت ،ووجدت ان لديها مهارات حياتية متطورة ،اعتقد انه من الصعب ان تتوفر لها في الظروف التي يعيشها اطفالنا في بلداننا العربية ،وهذا لا يعني انني اشجع الاغتراب الابدي، ومن المهارات التي استوقفتني مطولا ،عندما كانت تطلب مني بمنتهى الهدوء ان اتوقف عن الكلام لاعطيها فرصة للحديث والحوار وابداء الراي والسؤال والاستفسار، لاننا بطبعنا لا نعطي الصغار فرصة للحديث ،ونعتبرهم متلقين للاوامر والتعليمات دون مناقشة وكانهم في معسكر للجيش.

وبعد محاولات عدة ايقنت اننا لا نجيد الحوار مع الاطفال ،وتعلمت منها ان الطفل انسان كبير في عقله ووعيه ويملك القدرة على الحوار والاستماع، وبينما نحن جالسين نتحاور جاء الغراب المقيم على شجرة الكينيا العالية داخل سور البيت وبدا يغرد ، وعندها قالت لي نورا ان الغراب يولد وشعره ابيض ،ولكن يتلون الى السواد بعد فترة من ولادته ، وهكذا هو الانسان
يولد على الفطرة صفحة بيضاء ووالديه يلوناه بالوان تحلو لهم ،ولا راي او ارادة له في ذلك ،ولاستكمال الحوار مع نورا ساسافر بدعوة خاصة منها الى مدينة سان انطونيو بولاية تكساس الاميركية بعد ان انتقل والديها(عمر وسارة) للعمل في جامعاتها بعد ان اكملا درجة الدكتوراة في الهندسة الصناعية من جامعة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد