بئر وردة

mainThumb

20-08-2022 02:25 PM

تنفس الفجر فصاحت الديكة في قرية "ضفاف النهر" وتعالى صوت المؤذن مناديا لصلاة الفجر، فنهض الحاج أبو فضيل فنظر من النافذة فرأى صمصامة الفجر وقد قدّت درع الليل ،نفض الناس عن عيونهم هجعة الكرى فقاموا ماضين الى شؤونهم كأنهم حجيج البيت ساعة النفر ، ومما ازدهى نفسه وزاد ابتهاجها ترنم العصافير في وكناتها وسقسقة العصافير فوق اغصان الشجر ودبيب الحياة في ارجاء القرية : نباح كلاب يأتي من اطراف القرية، صياح ديكة متواصل ، خوار البقر وثغاء الأغنام ، واصوات الناس ينادون بعضهم هيا ... هيا . سمع صوتا ينادي يا أحمد هيا... هيا علنا ننجز شيئا قبل ارتفاع الشمس واشتداد الهجير.... صلى أبو فضيل الفجر .... وقصد بستانه في السهل الذي يقع في مرج بعيد عن القرية .... اخذ يشد الخطى مسابقا الشمس التي نشرت ضياءها في الكون مبددة الظلام ... تفكر: سبحان الله ما اسرع انهزام الظلام امام النور فها هي الشمس ترسل اشعتها فتذيبها ذهبا فوق سطح الأرض ...
وصل بستانه ... فشاهد اثار انسان تخرج من حقل البطيخ ... اسرع يتفقد حقل البطيخ ، المحاط بنباتات دوّار الشمس التي زرعها على اطرافه .. لقد استوى نوارها زاهيا على سوقها وقد درات نحو اشعة الشمس ، بدت أزهار عباد الشمس صفراء فاقع لونها انتشت نفسه لمنظر الزهور الزاهية فوق سيقان عباد الشمس المتراقصة مع النسيم تحني رؤوسها تحي نسيم الصباح ، فتذكر مع هبوب نسيم الصباح زاهي الخد التي بقى فؤاده مقيدا بحبها الى يوم القيامة، تمنى ان يوقظ نسيم الصباح زاهي الخد من منامه ويبلغه رسالة حب خالد يتجدد كلما طال شوقه اليها وبعدت المسافات ، ازدهت نفسه وزاد ابتهاجها مع ملامسة نسيم الصباح قسمات وجهه فهو يدخل بستانه والنسيم له ائتلاق في صباح ضاحك القسمات طلق!. فتراقص امامه طيف ابنته ورده .... التي تخرجت حديثا من الجامعة .. كانت اول فتاة في القرية تحقق ذاك الإنجاز... وهو يأمل ان يتم تعينها في مدرسة القرية ... كانت ابنته ورده وردةً حقاً فاسمها قد قُدَّ على قسمها : غانية وسيمة قسيمة رائعة باهرة رعبوبة خود كاعب كلها حياء خفرة ، صوتها رخيم عذب بعيدة عن الرِيَبِ نوار عفيفة حصان من اكف اللامسين. تذكرها في أيام طفولتها قبل ان تدخل المدرسة فقد كانت تلجا الى حضنه أيام البرد الشديد فيلفها في معطفه فتمسك بيدية فتحس بالدفء فتقول :" بابا يداك دافئتان!... نظر الى بستانه ... مساحة شاسعة .. لقد رزقه الله بثمان بنات وثلاثة ذكور خلافا لأغنية غنتها عجائز القرية يوم زفافه إذ صدحن : " ريت خلفك كله صبيان!" ... فجاء معظم خلفه بناتاً وهو الان لا يرغب في تزويج بناته للغرباء حتى لا يذهب معظم مساحة الأرض اليهم ، لكنه ابتهج عندما تذكر ابن أخيه " الهيڠوت " – "التيس" الذي قد يتقدم لخطبة وردة في نهاية موسم الحصاد ، فيضمن بذلك ان قسما من ارضه لن يذهب الى الغرباء ،فقد تقدم اخوته الاخرون لخطبة بناته الاخريات لبنيهم لكن "أليس ظلما ان تعيش تلك الخَود مع" وبش" كجلمود صخر قد حطه السيل من عَلَ؟"، لقد كان الهيڠوت سمينا لحيما بلندح عَكوّكا- ضخم الهامة جهضم مفلطح الراس برطام كالبعير ، حوشب ضخم البطن، يمضى ثلاثة ارباع وقته في الخلاء، قفندر عندما يمشي يضرب الأرض ضربا فينبعث الغبار من تحت قدميه وتفر من امامه هوام الأرض والأفاعي ؛ اسنانه بارزة من بين برطميه - أجلع- ضواحكه متآكلة لقد كان قصيرا مدحدحا حنتارا مهندل القامة قصيرها . لقد عرف عنه انه يقضي وقته في جروف الأودية حول القرية باحثا عن خنافس المزابل، فَلُقِّبَ "صائد الجعلان" لحبه القاذورات . كان راعيا تحتوحا يرعى شلّية اغنام ابيه وكان يحب ان ينام قريبا من المزابل ... لم يفلح في الدراسة فهجر الدرس - فقد كان متخلفا لا يستوعب الدروس فقد أعاد كل سنة دراسية من الصف الأول حتى السادس كان يرسب في صفه كل عام .. فاضطر والده ان يخرجه من المدرسة واتخذه راعيا للأغنام. لقد اطلق عليه مدرس اللغة الإنجليزية لقب " الهيڠوت " ___ يعني التيس بينما كان اترابه يلقبونه "توهيدز" أي بو راسين لضخامة هامته!
استغرق الحاج أبو الفضيل بالتفكير العميق فقد شرد ذهنه كأنه يغط في سبات عميق اخذ يفكر سائلا نفسه: هل ستقبل وردة بالهيڠوت زوجا: فهو ليس كفؤا لها ... انه تيس حقا لا يفقه شيئا ، ما هو الا كتلة لحم وعظم ... لو بحث الغباء عن مسكن في الكون لما وجد غير جمجمة الهيڠوت : اما أنفاسه فقد كانت كريهة فهو يتناول الثوم والبصل والفجل كثيرا .. اما مداركه فقد كانت في الحضيض .. فلم يكن لديه ادنى درجة من الفهم : الحياة عنده التهام الطعام ... وهو لا يبالي بما يأكل أ حلالا كان أم حراما : فقد اعتاد ان يسرق البطاطا والخضروات من بساتين الجيران، وبيض دجاجات العجائز ويسرق الفراخ الصغيرة ويشويها في السهل المجاور للقرية ، لقد كان المنافس الأول لثعالب الجبال المحيطة بالقرية ! وذات مرة تسبب في حريق حقول القمح عندما كان يشوي فروجا سرقه، من قن دجاجات جدته ،في السهل المحيط بالبلدة الذي كان مكتظا بحقول الحبوب فسرت النار في الهشيم فأتت النار على الحقول جميعا _اما إن جلس في مجلس فيعجز عن التعبير عما يريد بطلاقة - يستهل حديثة دائما بعبارة :" ... ما بدري كيف يقولوها.. ثم يأخذ يتمتم فلا احد يفهم ما يقول .... وكان مولعا بالتهام لحم رؤوس البقر ، فكانت والدته تطهو له راس عجل او ثور فيلتهمه لوحده ..ويأتي بعد ساعة لأمه شاكيا الجوع!
استفاق الحاج أبو فضيل من تفكيره على نباح كلبين يطاردان ثعلبا في الطرف البعيد من البستان ، فغذ الخطى ...
اتجه الى الناحية الشرقية حيث كانت أكبر بطيخة في الحقل ... لقد صدم عندما لاحظ انها غير موجودة ... كانت البطيخة طفلته المدللة ... فقد دأب على رعايتها كل يوم يتفقدها، يجلس قريبا منها مسبحا الله .... لقد كان يحتفظ بمذياع صغير في لب شجرة البطيخ ...
شكر الله ان الذي اخذ البطيخة لم يأخذ المذياع معها: ادار المذياع متنقلا بين محطات الإذاعات حتى عثر على محطة تذيع آيات من القران الكريم وقد طرق سمعه اية “وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت!"
نظر الى الأرض فرأى "مسبحة" فتناولها ...ووضعها في جيبه!

سأل نفسه : ما الفرق بين قتل الانسان وبين عيشه مع آخر لا يطاق كالهيڠوت ابن أخيه ، البس ظلما ان يجبر ابنته على الزواج من ذلك الغبي!
لكن ، "ماذا يقول الناس لو انه رفض ابن أخيه؟" ، لقد ساد العرف ان ابن العم ينزل العروس عن الفرس ، بالإضافة الى ان قسما من ارضه لابد ان يذهب للغريب ان تزوجت ابنته غير ابن عمها...
توقف المذياع عن قراءة القران واخذ يستمع الى برنامج "الفتاوى " فقد كانت يستمع الى أسئلة غريبة تعبر عما يعانيه المستفتيون فقد سمع امرأة تسال الشيخ : أيجوز ان تذبح حمارا صدقة عن روح زوجها الذي مات منذ عهد قريب! ذاك سؤال قد يبدو هزليا لكنه معبر عن الحسرة التي جرّعها إياها ّذاك الهالك! كاد أبو الفضيل ان يعقد العزم ان لا يجبر ابنته ورده على الزواج من ابن عمها. لكنه تراجع ...
وفي المساء عاد الى البيت، وبعد صلاة العشاء قصد ديوان القرية ... كان في الديوان حشد كبير من الأصدقاء والاقارب، سألهم جميعا إن كان أحدهم قد قطف البطيخة من مزرعته! انكر الجميع ذلك.. صمت أبو الفضيل ... بعد وقت قصير ...اخرج المسبحة من جيبه واخذ يسبح ... كان حاجٌ من ربعه يجلس مقابلا له في الناحية الثانية من المجلس فقال: يا أبا الفضيل: هذه مسبحتي اعدها لي فقال أبو الفضيل : ان اعدت البطيخة أعدتها لك ، آثارك دلت عليك وانت الان تقول هذه مسبحتي برهان ساطع ! ضحك الجميع وأعاد أبو الفضيل المسبحة قائلا لولا المسبحة لاتهمت الهيڠوت بسرقة البطيخة!

وحضر اليه اخوه "أبو الهيڠوت " في مساء اليوم التالي وقال له انه سيحضر جاهة بعد العشاء ويطلب يد ابنته رسميا لابنه " هاجم" الهيڠوت "!
طلب أبو الفضيل من بنيه ان يهيئوا الديوان لاستقبال الوجوه السمحة ،
حضر أبو الهيڠوت ومعه عدد من رجالات القرية وبعد قليل حضر الهيڠوت برفقة المأذون الشرعي وقام متفيهق يرتدي بشتا احمرا مقصبا واخذ يتهدج بكلمات كانه جرار زراعي صاعد سفح مرتفع حيث استهل كلمته : يا ايتها النسوان يا أيها العجيان... فانفجر الجميع ضاحكين فقال ابو هاجم :" كفيت ووفيت يا ابا عفين ، تفضل واسترح" بعد الموافقة على طلب الجاهة يد وردة للهيغوت، طلب المأذون الشرعي ان يسمح له- قبل كتب الكتاب- بسؤال البنت ان كانت موافقة على الزواج من هاجم .
كانت الفتاة تجلس مع والدتها برفقة نسوة في غرفة مجاورة، تقدم الواٍلد واخبر زوجته ان الشيخ يريد ان يسأل وردة : فتح الباب بعد ان انسحبت النساء الى غرفة أخرى وبقيت وردة وحيدة في الغرفة ، دخل الوالد بصحبة الشيخ ، وقف الفضيل اخو وردة خارج الباب ملوحا بمسدس امام عيني وردة كي لا تخذلهم ولا توافق على الزواج ...
سال الشيخ وردة :" يا بنيتي ، أتوافقين على الزواج من المدعو هاجم المعروف ب الهيڠوت ، صمتت البنت ،فقال ابوها السكوت علامة الرضى لكن الشيخ اصر ان يسمع جوابها ، اجابت بنعم عندما رأت اخوها خارج الباب يلوح بالمسدس!
كان مع الجاهة عدد من "الشبيحة" يحملون البنادق والمسدسات فاخذوا يطلقون النار ابتهاجا بالخطوبة!
اقسمت وردة في نفسها قسما صامتا الا تدع الهيڠوت يضع خاتم الخطبة بيدها ... فذهبت الى الحمام متظاهرة انها تعاني من وعكة صحية وسمع صوتها وهي تتقيْ ... هرعت اليها أمها فَرَجَتْ أمها أن يتم تأجيل تلبيس المحبس والمصاغ الى يوم آخر فهي في حالة مزرية وقد أصاب ملابسها شيء مما طرّشته في الحمام !.
اقنعت ام وردة والدة الهيڠوت ان يأجلوا تلبيس المحبس والمصاغ الى الغد لعل وردة تكون بخير وعافية ....
غادر الجميع بيت ابي الفضيل والد العروس!
جلست وردة وحيدة في الغرفة تتفكر في مصيرها: قالت في نفسها: عندما كنت جنينا في رحم امي كانت حياتي اكثر حرية ،وعندما خرجت الى الكون خرجت عارية لا قيود تقيدني ، وسمعت ضجيجا من حولي فصرخت احتجاجا على الضجيج الذي سمعته!
لفتني امي باللفة بعد ان قطعوا الحبل السري -قناة الحنان والعاطفة التي ربطتي بأمي_ ثم لفعوني باللفاع وقيدوني بالقماط ، وبدأت معاناتي القيود.... واليوم ادخل مرحلة جديدة من حياتي... يريدون مني ان ارتبط ببغل لا اريده وابقى مقيدة به طوال حياتي : حياة نكده ومعاناة حتى الموت ، فَلِمَ لا اكسر القيد واضع حدا لهذا الطغيان والتجبر ... لا...لا .. لن أعيش برفقة هذا الغوج كالدابة تأكل التبن وترزح تحت النير لن أكون مثل تلك"الهطرا" التي اضطرت ان تتزوج زواج يأس فتزوجت جعلانا جعل حياتها جحيما فبحثت عن سعادتها مع غيره! وتاهت في دروب الخيانة -انا لن اخون ولن أُنَكِسَ رؤوس اهلي! !
أن اهم شيء في الحياة الحرية فهي كالماء للجسد لا غنى عنها ... وانا انشد الحرية المطلقة سأحرر روحي من جسد الطين الفاني فانا لست سلعة تباع وتشترى .. ابي يزوجني من ابن أخيه المعوق عقليا كي يحافظ على شبر تراب! سأحلّق في آفاق الكون حرة طليقة كالضياء ، ستسبح روحي في ربوع بلادي فوق البراري والسهوب والمروج الخضراء مع نغمات ناي راعٍ في حمى الغاب الظليل بعيدا عن القرية .. ستعيش روحي في زمان غاب ظليل زمان الغاب طفل لاعب عذب جميل وزمان الهيڠوت وربعه زمان شيخ عابس الوجه ثقيل ، يتمشى في ملال فوق هاتيك السهول!!
لا.. لا ...سأكسر قيد العبودية المذلة
انتصف الليل ... دخلت غرفة أمها واخواتها وقد ارتدت الفستان الأبيض ... نظرت اليهن نظرة الوداع .... ثم انسلت خارج المنزل من باب خلفي ... كانت ريح شديدة تعصف في الفضاء واغصان الشجر تتلاطم والمزن البيضاء تمتطي صهوة الريح نحو الشرق بينا القمر المذعور يجري غربا ، أخذت تغذ الخطى الى سفح الجبل الواقع غربي القرية
عندما خرجت من الباب الخلفي أحس بها كلب من اكلاب الدار الثلاثة.. تبعها كظلها مما اعطاها ثقة وشعورا بالأمان لوجود رفيقها الكلب وبعد ساعة من الزمن، وصلت الى غايتها... بئر روماني قديم يسمى بئر البومة، كان البئر واسع الفوهة خال من الماء لكنه كان قديما لا يعتني به احد فيتسرب ماء المطر في باطن الارض لكن قعر البئر مغطى بجلاميد الصخور - كانت الجلاميد حادة الرؤوس صلدة ... نظرت في داخله المظلم ... ترددت هنيهة ... تراجعت الى الخلف خطوات عديدة ... وانطلقت كالسهم و غاصت في البئر
اصطدم راسها برأس صخرة صلدة في قاع البئر ... تناثرت دماغها لا فظة أنفاسها هناك في قعر البئر ... تحررت من سجن جسدها وسجن عُرْف - ابن العم ينّزل العروس عن ظهر الفرس!
انفجر الكلب بالنباح الشديد واخذ يتقافز بعصبية كالمجنون يسرع نحو فوهة البئر وينبح كانه ينادي وردة ثم يتراجع ويعلو نباحه هرع اليه عدد من الكلاب واخذت تنبح معا كان النباح نذير حدث ما في البئر ... لفت نباح الكلاب انتباه راع يجر قطيع اغنامه فجرا نحو السفح ...اسرع الخطى نحو الكلاب التي فسحت له طريقا الا كلب وردة الذي جرى امامه نحو فوهة البئر يعوي عواء حزينا اقترب من حافة الفوهة واخذ يعوي ... تقدم الراعي و يا لهول ما شاهد .. جثة امرأة قتيلٌ في البئر فانطلق مسرعا نحو القرية يصيح ملوحا بيدية : يا ناس ادركوني قتيل في البئر .....
نهضت ام وردة عند صلاة الفجر ... ايقظت البنات اللواتي في غرفتها .... ثم دخلت غرفة وردة فلم تجدها في سريرها... حسبتها في الحمام .. انتظرت قليلا ثم نادت ... وردة ... وردة
لقد اسمعت لو ناديت حيا ...لكن لا حياة لمن تنادي
ذعرت ... اين البنت ؟... اين ذهبت .. فتشت العائلة أنحاء الدار ... لا اثر لها..
سيطر الوجوم على الأسرة .... لكن أبو الفضيل حمل بندقيته واندفع راكبا بغله الأسود واقسم انه لن يعود إلا وهي معه ...
اشرقت الشمس وانطلق الناس كل الى حاجته كأنهم حجيج البيت ساعة النفر... شاهد الناس راعيا ينحدر مسرعا من على سفح الجبل يلوح بيديه صارخا ... يا ناس ...يا ناس.... الحقوني: قتيل ... قتيل في البئر هرع الناس الى البئر وهرع اليه أبو الفضيل: ادرك انها ابنته شاهد جثتها وقد خضب الدم ثوب عرسها الأبيض .. كان باب البئر واسعا فدخلت اليه اشعة الشمس . حضر الهيڠوت وحشد كبير من اهل القرية ... واخذ الهيڠوت يتمتم... الله لا يردها ... الى جهنم !
أراد اخوة وردة إخراجها من قاع البئر فرفض أبو الفضيل، وقال: من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليهل التراب في البئر .. انا لا أريد إخراجها من البئر و لا تكفينها فانتم كما ترون : كًفَنُها ثوبُ عرسها ... أهال الناس التراب في البئر حتى امتلأ تماما ... ومن ذلك الحين تغير اسم البئر من بئر البومة الى بئر وردة ! راود أبا الطفيل طيفُ وردة وهي طفلة جالسة في حجره وقد لفها بمعطفه وهي تقول " بابا ..بابا يداك دافئتان ... يداك دافئتان! "



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد