المطعوم الابدي ضد وباء السل

mainThumb

16-09-2022 11:06 AM

في خمسينات القرن الماضي قبل ان نسمع عن المطعوم الثلاثي والرباعي والجرعات وكل التقنيات الحديثة للتعامل مع التطعيم ، كان من الصعوبة بمكان الوصول الى ما يسمى الان مراكز صحية حيث كان هناك شبه مركز صحي في البلدة ويتولاه (ابو عزات )من الاف الى الياء ويسكن فيه، ومع هذا كانت سيارة (الجيب السكني) الذي يشبه الوان مطحنة الشرايط ،يطارد الفلاحين في الحصيدة لاخذ المطعوم وخاصة ضد السل باعتباره ابدي ،ولا ادري كيف كانوا يحافظون على المطعوم وعمليات التعقيم وخلافه ،لانه لا زلت اذكر انهم انتظروا كايد لساعات حتى يعود من الحصيدة لطعنه بالمطعوم بعد ان ابلغهم المختار انه تم ختم كل القرية بالمطعوم ، الا كايد الذي تاخر او تعمد التاخير لان سمع من جاره قفطان ان التطعيم بالابرة التي تشبه المخرز لا يحتمله الجمل ،والذي ناله التطعيم في تلك الفترة ولا زال على قيد الحياة عليه ان يتفقد اعلى كتفه الايسر سيجد علامة تشبه التشطيب في وجوه المواليد التي تميز بعض القبائل في افريقيا عن بعضها البعض ،ومع هذا لم يغادر الجيب حتى القي القبض على كايد وتم ختمه بالمخرز على كتفه ،والسؤال الذي يطرح نفسه هل كانت المطاعيم في تلك الحقبة تختلف عن مطاعيم هذه الايام وما لها من بروتوكلات وسجلات مثل دفتر الاحوال المدنية، علما بان اصحاب المطاعيم القديمة ان كانوا قد تلقوها ،كانوا يبذرون ويزرعون ويحصدون الخ من العمليات التي كانت تمتد الى ثلاث شهور، وكايد ينام على البيدر ولا زال يمشي حتى يومنا هذا صباح كل يوم الى المزارع ويقطع السهول والوديان ،واولادنا واحفادنا يركبون الباص صباحا للوصول الى الروضة اوالمدرسة التي لا بعد عن المنزل (400)متر، وطلبة الجامعة ينتظرون الباص العمومي لمدة نصف ساعة علما بان المسافة عن الجامعة لا تحتاج الى ربع ساعة مشيا على الاقدام ،فهل نستعد وندرب اطفالنا على المشي الى المدرسة والجامعة اختصارا للوقت والجهد والمال وحفظا للصحة والعافية بعد عمر طويل ؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد