في الميزان… «لا شكر على واجب»
وفي المقابل، يمنحها أخوها (العيدية) مرة في العام، فتتهلل أساريرها، وتعانقه وتشكره، بينما ولا مرة شكرت فيها زوجها الذي يبذل أمواله يوميا في أوجه الإنفاق عليها، للسبب ذاته، أن أخاها لا يجب عليه أن يعطيها من ماله، أما زوجها فواجب عليه، فهل تشكره على أداء ما يجب عليه؟
يأتي المدين لسداد دينه في موعده ليزيح عن كاهله همّ الدين، لكن صاحب المال لا يفكر، ولا يجول في خاطره أن يشكر المدين الذي وفّى، ولماذا يشكره؟ أداء الدين واجب عليه.
ربما يقوم أحد النواب بتقديم خدمة عظيمة للقطاع الذي ينوب عنه في البرلمان، فينظر إليه البعض على أنه فعَلَ ما ينبغي فعله، لذلك هو لا يستحق ثناء ولا شكراً.
لقد تحولت النظرة إلى عدم استحقاق الشكر لمن فعل واجبا عليه، إلى ثقافة عامة، حتى صارت المقولة الدارجة «لا شكر على واجب»، التي باسمها أُهدرت قيمة عمل الواجب، وصار يُنظر إلى باذله على أنه لم يقدم شيئاً، ولو فعله ألف مرة، ولو أتى به كل ساعة، بينما يكال الثناء والشكر لمن تطوع بفعل شيء ولو مرة في حياته، ويظل الثناء يلاحقه حيناً من الدهر.
لو تفكر أصحاب هذه النظرة قليلا بشيء من الموضوعية والتجرد، لأدركوا أن الواجب هو آكد في استحقاق الثناء، ذلك لأن طبيعة الواجب غالبا تتصف بالامتداد والدوام، وتأخذ صفة الاستمرارية، ومن ثم تحتاج إلى صبر ومصابرة ومثابرة، لأنها قائمة على المشقة التي تتبع الإلزام، في حين أن الأمور التطوعية، غالبا تأتي موافقة للهوى والرغبة، ومتناغمة مع الدافع الذاتي للقائم بها، وقطعا هذا النوع من الأفعال يكون يسيرا على النفس في معظم الأحيان. القيام بالواجب أكثر استحقاقا للشكر والتقدير، لأنه بغياب الواجب يختل النظام، ففي إطار الأسرة مثلا، إذا تخلى رب الأسرة عن القيام بواجباته تجاه أسرته في النفقة والرعاية والقوامة، اختل هذا النظام الأسري وصار عرضة للتفكك، في حين إذا لم يتطوع بالتبرعات المندوبة لمؤسسات خيرية مثلا، فلن يختل نظام المجتمع، وهكذا دواليك. وعندما ننظر إلى قواعد المثوبة والأجر في التكاليف الشرعية، سنرى بوضوح، أن أكثر الأعمال إدرارا للمثوبة والأجر من الله، هي الأعمال الواجبة، وفي الحديث القدسي يقول رب العزة تبارك وتعالى (وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه)، وبنظرة في هذه التكاليف الشرعية نجد أن غياب كثير من الواجبات يخل بالنظام العام للمجتمع، فمثلا التخلف عن أداء الزكاة الواجبة المُستحقة يكرّس للظلم الاجتماعي وشيوع الفقر وانتشار الضغينة بين طبقات المجتمع المتفاوتة، بينما التخلف عن أداء صلاة الوتر بالليل الذي هو مستحب فعله، لا يضر بنظام المجتمع. وثمة أمر ينبغي إثارته في هذا المقام لأصحاب هذه النظرة القاصرة تجاه من يفعلون الواجب، وهو سؤال نطرحه استنكارا لا استفهاماً: من الذي يحرص على أداء واجباته في هذا العصر؟ كم نسبتهم بين الأنام؟ المشاهد، أن عددا لا يستهان به من الرجال في مجتمعاتنا، يشتري الواحد منهم بما في جيبه علبة سجائر ويضن بثمنها على أسرته، وبعضهم يجلس في بيته عاطلا عن العمل ويطلق زوجته للخدمة في البيوت بالأجر، وأقسم بربي هذا يحدث في بلاد المسلمين. وهذا أخ تمر عليه الأعوام، من دون أن يصل أخاه أو أخته، وربما يستثقل أن تعيش معه أمه بين زوجته وأبنائه، فيودعها دار المسنين والعجزة كما هو معلوم. بعض النساء ترى الواحدة منهن في الحفلات والأعراس وبين الناس في كامل زينتها، يحسد الناس زوجها عليها، لكنها في بيتها لا تعرف شيئا يسمى بحسن التبعّل للزوج، لا تبالي بمنظر أو برائحة. وكثير من الذين يدينون للناس بالديون، يماطلون ويؤجلون مواعيد الدفع، حتى في غير عسر، لا تطاوعهم أنفسهم على رد الأمانات إلى أهلها.
كل هؤلاء وأكثر، لا يقومون بالواجبات التي تتعلق في رقابهم، أفلا يستحق الشكر من خالف هذه الشرائح وقام بواجبه وأدى ما عليه؟
وإنا لنرى الإطلاق العام في الحديث النبوي بشكر الناس، يشير إلى ذلك، إلى حقيقة شكر الناس بشكل عام، سواء في فعل الواجب أو البذل تطوعا، وأعني قول النبي صلى الله عليه وسلم (لاَ يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لاَ يَشْكُرُ النَّاسَ).
إن من شأن توجيه الشكر لمن فعل ما يجب عليه فعله، أن يعزز من رغبة باذلِهِ في المداومة عليه، والتفاني في بذله، وعودةً إلى المثال الذي صدرنا به المقال، فلك أن تتخيل الفرق بين زوجة تعد الطعام لزوجها يوميا، بينما يبخل عليها بكلمة شكر، ويشعرها بأنه نفاية أطعمة، كيف سيكون شعورها اليومي وهي تتعب نفسها بالمكث في المطبخ واقفة على قدميها من أجل هذه اللحظات البائسة، وأخرى كلما أطعمت زوجها هشّ وبشّ وأسكب عليها عبارات الثناء والشكر، كيف سيكون شعورها، فلا أقل من أن ترى مثل هذه تجتهد في الإبداع بهذا الجانب، وتبحث عن أحدث فنون الطهي لتنال هذه الهدية التي تسري عنها.
لذلك ينبغي أن نسهم في تعزيز قيمة القيام بالواجبات والمسؤوليات ببذل الشكر لفاعلها، لا أن نزهّدهم في فعلها، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
اللجنة الملكية لشؤون القدس تشارك باللقاء السنوي في جرش
المطبخ العالمي يتسلم المخبزين المنتقلين الجديدين بغزة
الجيش يحبط محاولتي تسلل طائرتين مسيّرتين
مستشفى الجامعة يستقبل 5 أطفال من غزة
حاويات العقبة تسجل مؤشرات تشغيلية إيجابية
السفير الأردني في قطر: الجمهور يقف خلف النشامى
الحكومة توقف استيراد الدواجن المجمدة
مالية الأعيان تبحث استراتيجيات وزارتي المياه والشباب
ضبط أحد المعتدين على الأشجار الحرجية في جرش
المعايطة: العلاقة بين المستقلة للانتخاب والصحافة تكاملية
طقس العرب يوضح موعد البداية الفعلية للأجواء الشتوية
رئيس مجلس النواب يستقبل السفير البلغاري
رجال حول الوطن…دولة احمد عبيدات
مدعوون لاستكمال إجراءات التعيين .. أسماء
الحكومة تدعو مئات المرشحين لحضور الامتحان التنافسي .. أسماء
الأردن يستورد زيت زيتون لسد النقص المحلي
شغل الأردنيين .. معلومات عن الروبوت الذي شارك بمداهمات الرمثا
بيت جن… مشهد جديد يكشف طبيعة الكيان المجرم
تخصيص 10% من أراضي مدينة عمرة للقوات المسلحة الأردنية
بيان تفصيلي حول عملية المداهمة في الرمثا .. قتلى واصابات
نجل رئيس سامسونغ يتخلى عن الجنسية الأميركية للخدمة العسكرية
العقبة للتكنولوجيا تستضيف وفد هيئة الاعتماد وضمان الجودة خلال زيارة ميدانية
الجزائر .. 122 فناناً يشاركون بالمهرجان الدولي للفن التشكيلي
البلقاء التطبيقية تبحث التعاون الأكاديمي والتقني مع بيرسون العالمية
فنان مصري ينفجر غضباً ويهدد بالاعتزال



