لا للمقاومة .. نعم لسلاحها
المشكلة أنّ خزانة الثياب، والحال هذه، لا تعود تتّسع لأيّ ثوب جديد قد يحتاج إليه صاحبه الذي استولى التلَف على ملابسه القديمة.
شيء من هذا يصحّ في علاقة البعض بالآيديولوجيّات المتقادمة، بل المتهالكة: صعوبة التخلّص منها، وخصوصاً صعوبة المجاهرة بذلك. هي قد تبلى وقد تموت لكنّ أحداً ممّن كانوا يقولون بها لا يقدم على إعلان ذلك. الميّت يبقى في صحن الدار والرائحة الكريهة تنتشر وتسمّم المحيط لكنّ الدفن يبقى مرفوضاً.
في التاريخ النضاليّ والراديكاليّ أمثلة كثيرة أهمّها موت الاشتراكيّة السوفياتيّة، وفي التاريخ العربيّ الحديث أمثلة أخرى أهمّها شعارا الوحدة العربيّة وتحرير فلسطين. مع هذا، قد يحلّ الصمت حيال تلك الشعارات والتكتّم عن نهاياتها، لكنّ الإقرار والمراجعة الصريحة يظلّان مستبعدين جدّاً.
مؤخّراً عاش اللبنانيّون تجربة شبيهة إلى حدّ ما: اتّفاق ترسيم الحدود اللبنانيّ - الإسرائيليّ برعاية أميركيّة. فهو، بين أمور أخرى، ينمّ عن نهاية المواجهة اللبنانيّة - الإسرائيليّة وعن اعتراف ضمنيّ من الحكم اللبنانيّ، وفي عداده «حزب الله»، بالدولة العبريّة. إنّه ينشئ مصالح اقتصاديّة مشتركة للطرفين، بغضّ النظر عن التفاوت في توزّع النسب والأحجام.
نهاية الاحتمال الحربيّ هي بالتأكيد حدث سعيد جدّاً، لكنّ المسألة تبقى أعقد قليلاً.
ذاك أنّ الموت الفعليّ للقضيّة النضاليّة يترافق هذه المرّة مع ضجيج مرتفع حول الانتصار فيها. يقول «حزب الله» ويكرّر أنّ سلاحه هو الذي ضَمِنَ الوصول إلى هذه النهاية السعيدة، وهذا ما يُفترض به أن يضمن عمراً إضافيّاً مديداً للسلاح المذكور.
سابقاً كنّا قد رأينا مع قوى وتنظيمات كثيرة في «العالم الثالث» ما يشبه هذا: الانتقال من القضيّة التي أوجبت حمل السلاح إلى حمل السلاح من دون القضيّة الأصليّة. لكنّ الفارق بين حركة «زانو» في زيمبابوي، مثلاً لا حصراً، وبين «حزب الله» في لبنان، أنّ الأولى حكمت بلدها واستخدمت السلاح إيّاه لفرض هذا الحكم الجائر، فيما الحزب سيمضي في حكم البلد من وراء ستار يوفّره الحليف العونيّ. وبالتأكيد فالمرجوّ والمؤمّل هو أن يبقى التحالف الحاكم (الحزب والعونيّون والبنوك والمافيات...) العنصر المتحكّم في الحياة السياسيّة للسنوات المقبلة. إلاّ أنّ التركيبة الحاكمة ستجد اليوم ما يعزّزها، فضلاً عن السلاح وعن «الانتصار»، في هذا «الكنز» النفطيّ الموعود الذي يلغي أيّ حاجة إلى إصلاح لم يحمله التحالف الحاكم على محمل الجدّ أصلاً.
المساهمة العونيّة في تدشين الحقبة الجديدة الظافرة لم يتأخّر ظهورها: فميشال عون في خطابه الأخير، وقبل أيّام على انتهاء عهد تنتظره بفارغ الصبر أكثريّة كاسحة من اللبنانيّين، لم يبخل بالوعود على «الأجيال المقبلة»، كما تحدّث بلغة التأسيس من صفر، معلناً ضرورة ترسيم الحدود مع سوريّا ومع... قبرص، من دون أن يتردّد في الإشادة بنجم المستقبل المأمول، صهره جبران باسيل، في إدارته للطاقة! عونيّون آخرون أضافوا إلى وعود هذا المستقبل الآتي «تنظيف» لبنان من اللاجئين السوريّين.
إذاً «الإنجاز الذي تحقّق بفضل الشعب والمقاومة»، كما قال عون، يُفترض أن ينهض عليه نظام شعاره الضمنيّ هو التالي: لا للمقاومة، نعم لسلاحها.
وهذا الانكفاء إلى الشقّ الداخليّ البحت قد يُغري بالحديث عن ثنائيّة حكمٍ شيعيّ - مارونيّ تتجسّد في «حزب الله» و«التيّار الوطنيّ الحر»، فيما يكمن رصيدها وشرعيّتها في المقاومة الراحلة و«انتصارها». لكنّه أيضاً يترك أسئلة معلّقة عن حصص التقاسم الجديد ومعاييره، أكان في البلد، ما بين الحزب والتيّار، أم في الطائفة الشيعيّة، ما بين الحزب و«حركة أمل»، ناهيك بالأسئلة المشروعة حول استراتيجيّات إيرانيّة جديدة في المنطقة.
في الحالات جميعاً، فإنّ ما حصل مؤخّراً مع اتّفاق الترسيم لا يصبح حدثاً جديداً، كامل الجدّة، إلاّ بعد الإقرار بأنّ قديماً ما قد مات. ينشأ عن إقرارٍ كهذا سقوط عقليّة ورموز وارتباطات لازمت ذاك القديم الميّت أو نجمت عنه. ينشأ عنه أنّ طاقماً حاكماً يغادر السلطة مصطحباً معه الذيليّة حيال إيران والالتحاق بـ«سوريّا الأسد» ونظريّة حلف الأقلّيّات وسائر العدّة التي برّرها، على نحو أو آخر، تحويل لبنان إلى «دولة مقاوِمة».
فالثروة النفطيّة، إذا تأكّد وجودها، تحضّ على المزيد من الحاجة إلى دولة حديثة ومؤسّسيّة، تكون وطنيّة وديمقراطيّة وعادلة في آن. في المقابل، فالمُراد لهذه الثروة، في ظلّ تلك التركيبة، أن تغدو بديلاً عن الدولة والمؤسّسات والحداثة والوطنيّة والديمقراطيّة والعدالة.
والثياب القديمة كثيرة جدّاً في الخزانة اللبنانيّة، وقد تتكاثر بعد اليوم بوتائر غير مسبوقة. إنّ أحداً لن يشتري ثياباً جديدة في ظلّ «انتصار» كهذا.
الإدارية النيابية تبحث ومنظمة المدن المتحدة التعاون المشترك
لجنة الهجري ترفض خارطة الحل بالسويداء
لجنة الشباب في الأعيان تلتقي وفداً من منصة رايس الدولية
رئيس هيئة الأركان يستقبل الممثل الخاص لأمين عام حلف الناتو
توقيع اتفاقية بين القوات المسلحة الأردنية وشركة Orange Money
الملك يمنح أمير قطر قلادة الحسين بن علي
الطيب رئيساً لهيئة رواد الحركة الرياضية والشبابية الأردنية
الملك وأمير قطر يؤكدان حرصهما على توسيع التعاون في مختلف المجالات
الملك: حياك الله أخي سمو الشيخ تميم بين أهلك في الأردن
انطلاق أعمال المنتدى الأردني الأوزبكستاني للصناعات الجلدية والمحيكات
تعيين الأردني عميش نائبًا لمساعد الأمين العام للأمم المتحدة
إطلاق خدمة التوقيع الرقمي على الوثائق القضائية
نجوم عرب يشيدون بتأهل النشامى للمونديال
تعديل ساعات عمل جسر الملك حسين الشهر الحالي والقادم
نصائح لقبول تأشيرة شنغن بدون عقبات
مرحلة جديدة تدشّنها إسرائيل… عنوانها العربدة
صورة من مدرسة حكومية تكشف واقعاً مؤلماً .. شاهد
العياصرة: التوسع الاستيطاني يعبر عن حالة التوحش في إسرائيل
الصحة النيابية تطلع على الخدمات بمستشفيي الإيمان
مشتركة في الأعيان تبحث تعزيز التنمية الثقافية
اختتام جلسة حوارية بشأن قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة
اليرموك تعلن الدفعة الأولى لطلبة الدراسات العليا .. رابط
أنشطة وفعاليات متنوعة في الجامعات
رئاسة الاتحاد الرياضي الجامعي تنتقل للشرق الأوسط
تعزيز التعاون بين هيئة الإعلام ونقابة الصحفيين
استحداث تخصص التكنولوجيا المالية بالجامعة الهاشمية