سبحان الذي سخر لنا هذا

mainThumb

21-10-2022 02:53 PM

قبل عقود خلت وفي القرن الماضي كان الاتصال والتواصل من المشكلات التي يعاني منها الافراد والجماعات والعائلات والدول ،
وكانت تدور الاحداث السارة او الحروب والكوارث دون ان نعرف عنها احيانا ،ولم تصل تفاصيل بعضها حتى يومنا هذا الى اقرب الناس لمن تاثر بها،
واستطعنا والحمد لله ان نشهد ونعيش الثورة التكنولوجية ،وابرزها الاتصالات الرقمية ،واصبحت الاسرة تجتمع معا وهي منتشرة في القارات في ثوان وتتبادل التهاني والاحاديث والسهرات ،وتصل الاحداث مباشرة من موقع الحدث ،
وبعد ان كنا ننتظر ساعي البريد شهورا لاستلام رسالة شوق او سماع الراديو (ابو الاسلاك على سطح المنزل )لرسائل الاشواق عبر الاثير ترافقها دموع الاسى والفرح ،
واختفى الكثيرون من الاقارب والاصدقاء لسنوات في الغربة ولم نسمع عنهم حتى تم اكتشافهم بعد ثورة الرقميات عبر منصات التواصل الاجتماعي ،
ونتواصل اليوم بالصوت والصورة واختفى البريد والساعي ،واصبح الهاتف الذكي هو محطة اذاعية وتلفزيونية وبريدية متنقلة نحملها في جيوبنا ونخاطب بها كل الدنيا وفي نفس الوقت لا نغادر بيوتنا ،
وفي المقابل يخرج عليك البعض بان ليس لديه الوقت للإتصال او التواصل علما بان تكلفة ذلك وصلت الى الصفر تقريبا ،
ومع كل هذه السهولة للتواصل لا ندري ما سبب هذا الجفاء بين البشر ،في الوقت الذي كان الناس يقطعون مسافات طويلة على الدواب للتزاور والقيام بالواجب في الافراح والاتراح ،
ومع هذا يغيب البعض سنوات دون ان يسمع له صوتا رغم الادعاء بالصداقة والود ،
ويحضر اخرون كل يوم من استراليا حتى الولايات المتحدة الى بيوتنا رغم اختلاف التوقيت والمواعيد ،
واعتقد انه لا حجة بعد كل هذا لاحد منا على عدم القيام بواجب الصداقة او الاخوة ان خلصت النوايا وصدقت الرواية،
وطاب صباحكم بالخير وجمعة مباركة عليكم من نيوزيلندا الى كندا مرورا بالخليج واوروبا ،
ولنا في قول رب العزة في محكم تنزيلة العظة والموعظة،،
(سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُون) صدق الله العظيم ؟؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد