مخيم راسون بين العراقة التاريخية وجمال الطبيعة

mainThumb

25-10-2011 05:42 PM

لم أكن مندهشا فحسب، بل لم أكن لأصدق عيوني بما رأت لا أدر كيف قادتنا الصدفة للذهاب إلى ذلك الموقع الرائع ، القابع في أحظان الطبيعة الخلابة ، ما بين أشجار وارفة الظلال ، ومن مكان مشرف على بلدة راسون يقع مخيم راسون السياحي.على قمة جبل يتراوح ارتفاعه بين 900 إلى 1100م عن سطح البحر ، يطل هذا المخيم على البلدة والقرى المجاورة وعلى وادي راسون ووادي عرجان من الغرب ومحمية عجلون من الجنوب وبرقش من الشمال ويمكن للزائر أثناء تواجده مشاهدة جبال فلسطين ولبنان وسوريا .

يبعد عن مركز محافظة عجلون 13 كم إلى الشمال الغربي وهو بالقرب من موقع آثار الدولمنز الموجود في البلدة على بعد 1 كم فقط ياله من مكان جذاب وقله من زاره بالرغم انني من أبناء المنطقة ، لكنني لم أكن أعلم ما تخبئه الأشجار خلفها فيما وراء ذلك الجبل على بعد ثلاثة كيلو مترات ، وهو الذي يفصل بيني وبين ذلك المخيم الرابض على مرتفع مطل على بلدة راسون من جهة الشرق الشماليه ، والناظر إليه من على بعد ، يشاهد علمَ بلدنا الأردن خفاقا يعلو رأس ذلك المرتفع ، كالتاج الذي يعلو جباه الأبطال في ساح الوغى. ومن يقصد ذلك العلم ، يتجه نحوه ليبلغ المخيم على قمة ذلك الجبل ، ويستمتع بهوائه المنعش ، وخاصة حينما يطل الإنسان من فوق ذلك المقطع الصخري الذي قد يتجاوز ارتفاعه عن الأرض التي تركع تحت قدميه بضع مئات من الأمتار ، بحيث تأخذ المطلُّ من علٍ ومن فوق هامة ذلك الجبل ، الرهبة لأول وهلة ، لكنها سرعان ما تسكن الأفئدة ، حينما يطمئن بأن ذلك الجبل من شواهد التاريخ التي تحكي قصة أجيال عاصرت شموخه وهيبته ، حتى كانت له في نفوسهم ذكريات ومكانة خاصة ، تتسلل على شكل نغمات موسيقى حالمة ، لتلامس مشاعر تلك الأجيال التي ألِفَتْ ارتفاعَه الشاهق علوا يبلغ كبد السماء ، وربما تغنت به الحرائر ، وأُنشدت له القصائد نسجا من الخيال ، إيمانا منهن بعظمة الخالق سبحانه وتعالى .

وما أن وصلنا إلى هناك.. حتى وجدنا من يستقبلنا بحفاوة المكرم للضيوف ، ويفخر بأن يقدم للزائرين من السائحين الأجانب ومن دول عربية شقيقة وكذلك من أبناء الأردن العزيز ، الذين يتمتعون بهواء الجبال النقي ، ونسماتها العذبة وروعة الإطلالة كل ما يستطيعه من مساعدات قد يحتاج لها المرء في ذلك المخيم .

وبعد أن قدم لنا الشيخ زهير الشرع القهوة العربية ، اصطحبنا بجولة لمشاهدة الخيم المعدة لنوم الزائرين الذين إن شاءوا قضوا هناك بضع ليال في جو لا يمكن تصوره ، فالساهرين هناك لا بد لهم من أن يحتاطوا على ملابس دافئة تقيهم برودة الهواء ليلا وخاصة بعد المنتصف وإلى ساعات الصباح الباكر .

كانت المصادفة عجيبة لا أروع ولا أجمل ، حيث قدم إلى هناك بعد وصولنا بدقائق ، رهطا من شاباتنا وهن بعمر الورود ، قدمن من بلدة الوهادنة  -عجلون- للاستمتاع بمشاهدة الطبيعة كما هي على حالتها دون أي تدخل من الإنسان ، وحال وصولهن إلى هناك ، وقف الجميع تحية لنشيد السلام الملكي ، ثم أعقب ذلك حلقات الدبكة والأناشيد والموسيقى الوطنية ، وخلال دقائق معدودة شعرتُ وكأنني أستنطق الطبيعة لتقول هي الأخرى كلمتها وهي مبتهجة بزيارات أبنائها ، مرحبة بهم وبزائريها سواء أكانوا من السائحين الغربيين الأجانب ، أو الأشقاء العرب أو الأردنيين .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد