عن خرافة الياسمين
اثار ذلك يومها سخريتي منه ، كما اثارت الرواية في طبعتها الجاهزة لدي دهشة لا تصدق ، اذ أنني عجبت من كم الذاكرة التي احتفظ بها هذا الرجل ، وكيف أن روايته ( خرافة الياسمين ) كانت امتداداً مسجلاً لكل تلك الفترة العمرية دون فواصل مفقودة او ذكريات قفز عنها ، لقد ادهشني احتفاظه بكل التفاصيل دون خيانة اية قطعة من الذاكرة ، وازدادت الدهشة عندما اصطحبتني الرواية في طرق ضيقة غير معبدة لم تكن رواية مصممة على النظام الحديث ( رواية باربعة دواليب ) لتتمكن من السير عليها ، لولا أن الكاتب تمكن من السعي بروحه في تلك الدروب التي ربما لم تعد موجودة في ايامنا الحالية ، لربما سدت بسبب قلة العابرين ، او نبتت الاشواك فيها فمحت ملامحها لان عابريها غابوا الى الابد ، لقد سمعت اصواتهم ورأيت صورهم واستحضرت رائحتهم ، مروا من هناك، واعتقدت انهم ذهبوا بلا رجعة ، فوجدت نفسي بينهم فجأة وانا اقلب صفحاته ، او لربما لم تكن صفحات لربما كانت خليطاً عميقاً من الذكريات والروائح ، اشعل في الرواية نار الحطب من جديد ، وأعاد بث صور كل الرجال في ذلك الوقت كانه بعثهم من جديد الى الحياة ، شعرت كثيراً بأن المطر الغزير عاد من جديد وان المواسم عادت مليئة بالورد والزهر والسنابل الخضراء .
ارتحت مراراً في قهوة القرية ، شربت الشاي والقهوة مع كل جلسة مساء في الصفحات ، كان العبق فيضاً ، وكانت الاوراق مليئة بكل ما يلذ لي أن استرجعه من ذلك الماضي الذي أفل خلف افق سرابي في دخائل الذاكرة ، ياله من استرجاع قوي وسريع وخاطف ، لكمة في الوجه لكل ما ساقتنا اليها هذه الايام من رتابة وملل وحياة فقدت معناها بافتقاد تلك الملامح ورحيل كل اولئك الأشخاص ، لا شيء روى ما في داخلي من نستالجيا الا ما قرأت في ( خرافة الياسمين ) التي لن اصفها بأكثر مما وصفت ، فلا كلمات تعادل حضور كل تلك الذكريات في صفحات قليلة جميلة ، شدتني من رأسي حتى اخمص قدمي ، لاهثا كيعقوب خلف ياسمين ، التي كانت تركض امامي في الحقول وانا اعدوا ورائها عدوا جائع لامرأة ، وجائع لرائحة التراب ، فكانت اجابة تساؤلاةٍ كثيرة في الاعماق ، واتضحت الصورة وشعرت بأن حنيننا للتراب هو ذات حنيننا للمرأة ، حبنا لهما حب واحد ، حب الاصل الذي اتينا منه ، حب مصدر انبعاث الحياة ، حب المعنى العميق البعيد للحياة ، نستشفي منه بعشقنا للمرأة وعشقنا للارض فنحرث الارض كاننا ننادم امرأة ، ونعشق امرأةً كاننا نعانق بقائنا وبداياتنا الحائرة التي لا نجد اجابتها الا في احضان امرأة او في احضان ارضٍ عشنا فيها الطفولة ولاحقنا خلالها الاحلام .
ترامب يتوعد بالرد بعد مقتل 3 أمريكيين في كمين داعش بسوريا
ألمانيا: اعتقال خمسة أشخاص بتهمة التخطيط لهجوم إرهابي
استشهاد فتى فلسطيني برصاص الاحتلال غرب جنين
إصابة شخصين بحادث تدهور شاحنة على أوتوستراد المفرق – الزرقاء
نشميات U14 يتوجن بلقب غرب آسيا للواعدات
مشاجرة في إربد تسفر عن إصابة شخص والأمن يباشر التحقيقات
إقرار موازنة 2026 .. غياب الموقف الجماعي للكتل النيابية يثير أسئلة
أمانة عمان تعيد 18.9 ألف دينار لمواطن ألقاها بالخطأ
دراسة: جائحة كورونا كشفت تفاقم العنف البنيوي ضد النساء
سوريا تدين هجوم تدمر وتقدم التعازي لعائلات الضحايا
إلغاء قانون قيصر: تحول إستراتيجي يعيد رسم مستقبل سوريا
الهواء في 34 % من شوارع سحاب غير نقي
الأردن يدين هجوما إرهابيا تعرّضت له قوات سورية وأميركية قرب تدمر
ميسي يعلّق على مواجهة الجزائر والأردن في مونديال 2026
سوريا وفلسطين إلى ربع النهائي كأس العرب .. خروج تونس وقطر
بلدية أم الجمال تعلن عن وظائف في شركة تغذية
وظائف شاغرة في وزارة العمل والأحوال المدنية .. تفاصيل
وظائف في الصحة وجهات أخرى .. الشروط والتفاصيل
اكتمال ملامح ربع نهائي كأس العرب 2025 .. جدول المباريات إلى النهائي
توضيح حكومي حول أسعار البنزين والديزل
إطلاق أطول رحلة طيران تجارية في العالم
فصل نهائي ومؤقت بحق 26 طالباً في اليرموك .. التفاصيل
باراماونت تقدم عرضًا نقديًا مضادًا للاستحواذ على وارنر براذرز
وظائف في مؤسسة الاقراض الزراعي .. الشروط والتفاصيل




