رزق الله على هديك الأيام

mainThumb

06-11-2022 01:41 PM

تابعت باستمتاع حلقات البرنامج الحواري «السطر الاوسط»على محطة إم بي سي السعودية، واللقاء مع السيد محمد الصقر رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت ورئيس التحرير السابق لصحيفة القبس، واستمتعت بكل تحديات السيد محمد الصقر وانجازاته الصحافية.

استمتعت بانتصارات السيد الصقر واخفاقاته وإحراجاته، وكل المشكلات التي كان يدخل من بابها قاصدا ويخرج منها منتصرا.

أكثر ما شدني في هذا البرنامج ومن خلال حلقات هذا اللقاء الممتع هو موضوع كاريكاتير ناجي العلي، لأني اتذكر جيدا كم كان هذا الكاريكاتير يقول ويتكلم ويتدخل في اسرار وخصوصيات لا يتجرأ أي إنسان عادي حتى على التلميح بها. وكانت كاريكاتيرات ناجي العلي رسومات وكلمات يخطها قلمه من خلال بطله حنظلة.

تساءلت: أين دور الكاريكاتير في الصحافة الكويتية هذه الأيام؟

قلة من الصحف الكويتية ملتزمة نشر رسومات كاريكاتيرية مؤثرة وتضرب في الصميم - هذا اذا وجِدَت -‏ ملتزمة هذا العنصر الاعلامي وتنجح في التعبير عن قضايا طويلة عريضة في رسمة بسيطة وكلمات أبسط.

بالفعل نحتاج في صحافتنا اليوم أن نعود للرسم الكاريكاتيري المحترم.. الثقيل، الذي يخافه أي مسؤول غير مسؤول.. أو أي متعد او خارق للقانون، أو أي مستلذ بالفساد.

كانت الافتتاحية والكاريكاتير هما عمود بعض الصحف الكويتية المتميزة انذاك مثل القبس والوطن.

الافتتاحية كانت تعبر عن رأي السلطة او الشارع او اصحاب العلاقة بقضية الساعة.. وغالبا ما كان رسم الكاريكاتير مكملا لهذا الرأي وهذا الموقف.

هل هناك قصور في رسامي الكاريكاتير بالكويت.. اما عدم ثقة بعض رؤساء التحرير بقدراتهم، ومن ثم تحميلهم مسؤولية ترجمة الرأي والموقف من سطور الى رسوم؟

هل القصور اليوم هو في مساحة الحرية التي ضاقت كثيرا اليوم عنها ايام زمان؟

الصحافة اذا لم تكن موجعة ويخافها الهاربون من القانون.. والمتلونون والمزيفون والمنافقون.. لا تعتبر صحافة مؤثرة.

على قولة اخواننا اللبنانيين: «رزق الله على هديك الايام».. أيام تربّع الصحافة الكويتية على عرش الساحة العربية.

ونقطة على السطر.

***

هل ‏مشكلتنا في صحافتنا اليوم في شخصية رئيس التحرير في كلّ صحيفة .. أو مساحة الحرية التي تتيحها الدولة.. أو قوة الأقلام التي تكتبها الصحيفة.. أو مصالح الصحيفة الخاصة التي قد تغلب على الشأن العام.. أو تأثير وسائل التواصل الاجتماعي؟!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد