للفن حدود .. زنقة كونتاكت

mainThumb

16-11-2022 12:17 PM

فيلم «زنقة كونتاكت» المغربي تحول إلى «زنقة تنافر»، نظرا لحجم الجدل، الذي أثير من طرف المجتمع المغربي، وخاصة من رواد منصات التواصل الاجتماعي.
عاد إلى الواجهة، بعد أن تم عرضه منذ أكثر من سنة، وبعد منحه الجائزة الكبرى لمهرجان الفيلم في طنجة في دورته 22، وعدة جوائز أخرى، كجائزة أحسن ممثلة، التي عادت للفنانة خنساء بطمة في مهرجان البندقية في إيطاليا.
يحمل الفيلم طابعا رومانسيا دراميا، ويحكي قصة مغني روك، يعود إلى مسقط رأسه في الدار البيضاء، ويلتقي بفتاة موهوبة في الغناء، تجمعهما علاقة عاطفية، في محاولة للهروب من واقعهما، إذ يقرران تغيير مسار حياتهما فيتخلى هو عن تعاطي المخدرات، بينما تحاول هي الهرب من حياة الشارع، إذ تنقذهما الموسيقى من المصاعب، التي تواجههما في الحياة (موقع العمق المغربي).
يذكر أنه يشارك في بطولة الفيلم كل من سعيد باي وخنساء باطما، وأحمد حمود، ومراد الزاوي، وفاطمة عاطف، وعبد الرحمان أوبيهام».
والفيلم قسم الرأي العام المغربي إلى قسمين متوازيين، لا غلبة لواحد على الآخر. بقدر حملات الهجوم على الفيلم، بقدر الانبراء للدفاع عنه.
من بين المدافعين عن الفيلم، الكثر، لعروسي المصطفى، حيث كتب بعد مشاهدته (في 28 من أكتوبر/كانون الأول المنصرم): «انتهيت للتو من مشاهدة الفيلم السينمائي المغربي «زنقة كونتاكت»، أقل ما يمكن أن يقال عن هذا الفيلم إن مخرجه الشاب اسماعيل العراقي أنتج عملا فيه الكثير من الحرفنة السينمائية ورؤية إخراجية جعلت من العمل الاستثناء هذه السنة، سواء من خلال سيناريو الفيلم أو من خلال أداء أحمد حمود، الذي بدأ صغيرا برفقة مايكل باي، ثم كبر مع العراقي، وسعيد باي، الذي راكم تجربة جعلته يحمل الفيلم على كتفيه، دون عناء مع خنساء باطمة وفاطمة عاطف ورفيق بوبكر.
فيلم منذ مشهد «الدرون»، الذي أبدع العراقي في توظيفه، لتتوالى الصور وتتنوع وتتغير، حسب مجريات الأحداث والإيقاعات الموسيقية المصاحبة لانفعالات وسكنات الشخصيات الرئيسية، يجعلك تشعر وكأنك أمام فيلم أمريكي يحتفي بنوع خاص من الموسيقى الشعبية، وهو موسيقى الروك التي ولدت أيضا في ظروف خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، مع الإشارة الى أن أغلب الأغاني الأصلية والخاصة في الفيلم كتب كلماتها إسماعيل العراقي. هذا الأخير، ومن خلال «زنقة كونتاكت» أظهر أنه سيكون رقما صعبا على الساحة السينمائية المغربية، وحتى الإرهاصات الدولية بادية جدا، وأعتقد أن هذا يعد سببا من بين أسباب يفسر الحملة المسعورة التي طالت الفيلم بعد مهرجان طنجة. فقرارات المركز السينمائي المغربي في حقه كانت متسرعة جدا وتشوبها العشوائية وجبر خواطر محركي هذه الحملة الممنهجة».
وممن علقوا على حظر الفيلم الأستاذ أحمد عصيد من خلال برنامجه «خدم عقلك معايا» على قناته على اليوتيوب «لماذا شيطنة الأعمال السينمائية»؟ وبعد قراءة متمعنة في بيانين صدرا ضد الفيلم، تدخل «عصيد»، الذي لم يكن يريد التدخل لولا البيانين المذكورين. الأول صادر عن غرفة منتجي الأفلام (غرفة عبد الرحمن التازي) والذي جاء فيه أن «الفيلم لا يمثل السينما المغربية، ويعبر بطريقته الخاصة ووفق رؤية مخرجه، عن مجتمع مغربي خيالي، تم حصره بطريقة ميكيافيلية في خانة العاهرات والقوادين ومدمني المخدرات. واستعماله أغنية تضرب ثوابت الأمة». وهذا ما نشره موقع «زهرة المغرب».
ويرى «عصيد» أن البيان «صدر عن محكمة التفتيش، اي حاكمت الفيلم «محاكمة أخلاقوية»، ويقول «وأنتم تعرفون عني أن لدي حساسية كبيرة ممن يحاكمون الأعمال الفنية محاكمة أخلاقوية، لأنه لا يصح على الإطلاق، لأن محاكمة الفن تأخذ المقاييس الجمالية. والمجال الأخلاقي شيء آخر».
ثم يضيف «لو أن البشرية كانت تحاكم الأعمال الفنية بمعايير أخلاقوية، فلم يكن هناك شعر ولا مسرح ولا سينما».
ولم يقبل «عصيد» أن يصدر بيان مثل هذا من غرفة المهنيين السينمائيين (المركز السينمائي المغربي). والبيان الثاني، الذي لم يستسغه «عصيد» هو بيان قال «إن فيه مزايدة في الوطنية. لماذا؟ حسب أصحابه فإن الفيلم استعمل موسيقى «واحدة تسمى مريم منت حسان وهي انفصالية»، ويتساءل «أين كانت مؤسسة الدولة التي أعطت الرخصة التجارية والثقافية وبطاقة الفنان والتي وضعت لجنة «مهرجان» طنجة ومنح الفيلم الجائزة؟ أين كانت هذه المؤسسة، التي لم تر بأنه كانت هناك موسيقى انفصالية»؟
ويجيب «هذه الموسيقى التي يتكلمون عنها هي موسيقى مصاحبة للصور، وليست أغنية فيها خطاب»، لكن الواقع، غير ما كتب «عصيد»، فمن شاهد الخمس دقائق بصوت «مريم منت حسان»، التي صاحبت المشهد يعلم أنها مقطع من أغنية للفنانة المصنفة في خانة الفنانات الثوريات الملتزمات، والأغنية من ألبومها المعنون بـ»البوليساريو تنتصر».
وحسب «عصيد» فإن ما حدث هو عمل انتقامي من الفيلم، ومن مخرجه الشاب. وهي تصفية حسابات مع جيل من المبدعين الشباب، في إشارة إلى صراع الأجيال الفنية. مع الإشارة إلى ضرورة احترام جيل الفنانين القدامى المحترمين، جيل الستينيات، الذين قاموا بأداء «أفلام جميلة وأسسوا تاريخ السينما المغربية».
ويبدو، حسب بيان، المركز المغربي السينمائي، الذي طالب بتعديل نسخة الفيلم خلال 48 ساعة لأن النسخة التي عرضت، غير مطابقة للسيناريو الأصلي للعمل الذي نال به الدعم العمومي. والأغنية الموجودة في السيناريو الأصلي كانت للمغني «فضول» وليس لـ»مريم منت حسان». وحسب بيان مخرج الفيلم ومنتجوه (حسب ما جاء في موقع «لو دسك» المغربي) فإنهم «أعربوا عن أسفهم لرؤية سوء فهم يأخذ مثل هذه الابعاد».
وأضاف البيان في موضع آخر، وعدم تقديم وذكر موسيقى «منت حسان» للمركز السينمائي المغربي لأنها موسيقى «تدخل في باب التوضيح الموسيقي لحظة المونتاج، بمعنى كان يمكن الاستغناء عنها». وأنها «اختيار جمالي وغير مرتبط بآراء سياسية». القانون لا يحمي من لهم «حسن النية»، مثلما لا يحمي المغفلين.
ومن تابع المشهد، الذي صاحبته أغنية «مريم منت حسان» فإنه يدرك أنها ليست مجرد موسيقى مصاحبة للمشهد، أي جمالية فقط، بل مدرجة في السيناريو، حيث تشاهد البطلة، وهي تبحث في الأشرطة وتأخذ شريطا عليه صورة الفنانة التي أثارت الجدل، ووضعتها بعد تغيير الموسيقى التي كانت. ثم يستمع إليها البطل معلقا «واو» مرتين وترد البطلة «مريم منت حسان» عرفت سيعجبك. صوتها صاروخ. صاروخ مغمس في عسل». باختصار ينطبق على هذه القضية المثل، وبتعديل بسيط «مصائب قوم الفنية عند قوم فوائد».

الشتيوي وحل أزمة الغذاء في تونس

كل شيء جميل ورائع إذا رافقه الأمن الغذائي والمائي. فتزدهر الثقافة والاقتصاد وحتى السياسة. عندما نوفر الغذاء والماء في ظل عالم متغير نحو الأزمات المتلاحقة، بغض النظر عن الأسباب. الدول الكبرى تسارع للادخار. ونحن ضيعنا مؤن البيوت «السعيدة»، التي كانت عامرة بخيرات الأرض. والأمل يبقى موجودا إن كثرت النماذج مثل نموذج حسن الشتيوي، ويليق به أن يصبح الأكثر شعبية وتداولا على مواقع التواصل الاجتماعي. على صفحة «تونس المجد والتاريخ» نقرأ «هي حبة غير عادية. حبة قمح تطرح مئات الحبات. مطورها ومنتجها فلاح تونسي عمل واجتهد وأفاد بلاده والإنسانية. بتطوير حبة قمح معجزة تنتج 194 سنبلة. من هو حسن الشتيوي؟ هو فلاح تونسي يملك ضيعة ببرج العامري في ولاية منوبة الجمهورية التونسية. قام ببحوث ومجهود متواصل طيلة 40 سنة ليصل الى تطوير حبة قمح قام بتسميتها حبة البركة. هو تونسي مختص في الزراعات الكبرى مثل القمح والشعير والقصيبة.
يبلغ من العمر ستين عاما، كون نفسه بنفسه في المجال الفلاحي وعول على عشقه لعمله ليبدع فيه. لم يلتحق بمراكز التكوين الفلاحي، رجل أحب حبة القمح وعشقها فاعطته. حسن الشتيوي أبدع وتألق في مجال البذور وقدم لبلاده وأنتج بذورا قد تجعل مستقبل تونس آمنا في انتاج الحبوب.
يقول حسن الشتيوي إن أبحاثه في مجال الحبوب قادته الى الوصول الى الحصول على نوعين من الحبوب ذوي انتاج عالي. النوع الأول سماه «حبة الشتيوي» والثاني «حبة البركة».
حسن الشتيوي بالفعل نموذج يزرع الأمل في غد قد يخفف من وطأة الزمن والأقدار التي تلاحق التوانسة في الداخل والخارج. من منافي «الحرقة» والحجز في مطارات صربيا في ظروف قاسية. «حبة الشتيوي» هي حبة قمح تم تطويرها بعد أبحاث دامت 25 سنة من حب القمح نوع كريم ورزاق، حيث تمكن من انتاج 86 سنبلة من حبة القمح نوع الشتيوي، كما أن السنبلة التي كانت تنتج 60 حبة أصبحت تنتج 100حبة. أما ما أسماه بـ»حبة البركة» فإن «هذا الاكتشاف يعتبر عالميا، حيث لم يسجل انتاج في كافة العالم لحبة كـ»حبة البركة» أو «حبة الشتيوي».
وهذا سيساعد على انتاج قمح تنافس به تونس العالم، وهذا ليس بالأمر الصعب. ألم تكن تونس تاريخيا مطمورة روما». يضيف المنشور «حبة البركة كما يقول مكتشفها هي حبة قديمة وجدها في أرضه، حيث أوضح أن الحبة ليست مثل القمح، الذي يملكه فلاحو تونس أو القمح الذي يورد، تشبه جذورها جذور البقول، وانتاجها يتم دون أن تضاف لها أسمدة، حيث وصل انتاج الحبة الواحدة 190سنبلة. «ياه كذا مشروع يا بلا». برافو للشتيوي.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد