عيناكِ فاتِحَةُ الرِوايَةِ

mainThumb

26-11-2022 06:01 PM

عيناكِ فاتِحَةُ الرِوايَةِ ، ورؤاكِ مفتاحُ السَلامْ ، مُتَشِحَةٌ بِالتُرابِ يديكِ .. لكنَّكِ تُلَّوِحينِ بِكُلِّ ما أُتيتِ من قَبضَّةٍ .. إلى تِلكَ الرياحْ ! ناديتِ يومَ الصَمِّ بالأسماءِ جَميعِهَا ، لَم يَرُدَّ الصَدى أغنِيَتِكِ ؛ خَجلاً .. من سَمعكِ المُضطَربِ بِصواعِقِ الغَاراتْ !

لوجهِكِ المُتدَّثِرِ بَخيبَةٍ أكبرَ من مقاسِ الحربِ ، يا جَبينَها الذِي وثَّقَ ذُهولَ التعبِ على سُطورٍ من الخَوفِ و سَطَّرنا عِبَرْ .. كُن عَالِياً رُغمَ شُحوبِكَ ، لامِعاً كَي تُوثِّقَ المِيعادِ ، تَمَدَّدْ مهمَا أثقَلتكَ الصُوَرْ ..

عن انتماءِ الأخضَرِ في سِلالِكِ يا جَميلة ، يَعجَزُ اللبلابُ عَن رقصتهِ و يتجَّعَد لو سَوَّرَ حُجراتِ قلبِكِ أو مالَ نحوَ الشَمسِ ، فكيفَ لَو أودَعتِ الياسَمينِ جيوبَكِ الغَنيَّةَ من الفَقرِ .. لَتَنَامَى للسمَاءِ و بَنَى أُرجوحَة من أغصانَهِ .. وَتمادَى .. على فراغِ ما حاصَر واقِعكْ ..

يا عصفورَةً سَقَطت على حَدٍّ اللجوءِ ، أنهكَتها الحِكايَةُ و السَفَرْ ، لم تِجد ألوانَ حُبٍّ في مِقلَمتها تَكفِيْ لِتَبني بَيتاً فِي الدفاتِرْ ، مُرِي على عِنوانِنا المَنسِيِّ لَو غَلبكِ الحَنينْ .. استَريحي فوقَ العُشبِ الذِي تركَ الأثَر خلفَ رَحيلنا ، و أذكُرينا يومَ تُنسَى سيرَةُ الأوَلينْ .. خَبِري عَنَّا بأنَّ الوردَ سيُزهِرُ ها هُنا .. و يَرتَفِعُ .

خُطوَتُكِ يا ابنَةَ الوَطنِ ؛ صَغيرة ، ضاقَت بِها الأغلالُ .. شَلتها السَلاسِلْ ، لكِنَّ في الأرضِ خطوطَ بذورٍ سَتكبُرُ لَو نَطقتِ باسمك فوقَ الحَجرِ ، حَيَّتكِ السَنابِلْ و أطلَقت شَغفها ضِدَّ تعالِيمِ الإجتياحِ و سَوَّرتكِ .. خُطِّيْ بأمرِ الوردِ بَهجَتَكِ و أرقصِيْ على إيقاعِ.. لا تتعَثَرِي بالمَوتِ ؛ سِيري بعونِ اللهِ ، عينُ السَماءِ تحرُسكِ .. في نهايَةِ الخَّطِ .. تَنْتَظِرُكِ يَدُ المَلاكِ .. لا المَصائِدْ !! و لا تُغلِقي عينيكِ .. عَيناكِ فاتِحَةُ الرُوايَةِ .. و رُؤاكِ مِفتاحُ السَلامْ .

من حصاد الورد ، ريم الكيالي .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد