عالعين يا ملاية وعطشان يا صبايا دلوني على السبيل

mainThumb

12-12-2022 07:40 PM

بعث لي صديق عزيز الصورة المرفقة لنسوة اهل خربة البدايات ومسقط الراس *البرج من اعمال دورا *وهي تعتبر نهاية الطريق . في اقصى نقطة في جنوب الضفة الغربية على حدود صحراء النقب والصورة لنساء من الخربة في خمسينات القرن الماضي في رحلة جلب الماء من البيارة( نبع ماء في اطراف الخربة ).

وكانت العادات والتقاليد قديما قبل تاسيس شبكات المياة والصهاريج البحث عن الماء والوصول الى مصادره من المهام الشاقة والمضنية على النساء قبل الرجال وقد يحتاج الامر الى المشي مسافات طويلة وحمل ملىء جرة من الفخار بالماء على الراس بشكل ينم عن رشاقة ومهارة عالية او حمل الماء في (قربة او سعن )مصنوعة من جلد المواشي على الظهر احيانا.

وتطور الامر الى استحداث قوارير من الكاوتشوك وتحمل على الحمير بعد تركيب (الشقادف )وهي عبارة عن حامل من الحديد على شقين ويوضع على ظهر الحمار بعد التاكد من ثبات البرذعة لانه قد توذي الاحمال الحمار او الدابة وخاصة اذا ما ركب احدهم عليها اضافة للحمل الثقيل من الماء بعد اربعة قوارير كبيرة من الماء تزيد في اوزانها عن حمل سيارة صغيرة هذه الايام، وعلى الدابة ان تسلك الطرق وتصعد من مكان عيون المياة او ابار جمع مياه الامطار ، ولذلك كانت المشقة مزدوجة ولها طقوس في نشل الماء وخاصة اذا كان البئر عميق ويحتاج الى ايدي واذرع قوية في البحث عن الماء وملىء الدلو الذي قد يكون مسطحا احيانا اذا المياة ضحلة كما يقال (ميح ).

وكان لا بد من مرافقة كلب الحطابات والملايات الى البيارة للحراسة الوهمية ، واحببنا في هذه الخاطرة ان نذكر الاجيال بمعاناة الامهات والجدات في البحث عن الماء في الوقت الذي اصبح في متناول اليد وتقوم الدنيا ولا تقعد اذا تاخر وصول المياه سويعات الى الخزانات على اسطح المنازل.

وفي النهاية لندعو سويا ودوما للامهات والجدات بالرحمة والعتق من النار وان يدخلهم الباري عز وجل الجنة مع الشهداء والصديقين.

وطابت جمعتكم بالخير والبركة


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد