الاقطاعيون والانفصام الطبقي

mainThumb

05-01-2023 12:06 PM

في بداية القرن الماضي وبعد الحرب العالمية الاولى بدات تنتشر بعض المدارس في مناطق محدودة في المدن وبعض البلدات الكبيرة نسبيا ،
وكان من الصعوبة الالتحاق بها وخاصة من ابناء الفلاحين والفقراء واقتصرت في معظمها على فئة محدودة لعوامل اقتصادية ولانانية بعض الاقطاعيين او المتنفذين او العملاء للاستعمار الذين كانوا لا يرغبون ان يتعلم احد غير ابناءهم وحتى تبقى السيادة لهم وكانت بيوتهم تتميز عن بقية ابناء البلدة ويتلقون المساعدات المادية والمعنوية العلنية والسرية من المستعمرين ،
ومع التطور الحتمي في كل مجالات الحياة وانتشار المدارس والجامعات في كل المناطق وفي القرى والبوادي اصبح من الصعب على بعض الانانيين من اصحاب النفوذ ان يوقفوا الانتشار الكبير للمدارس والجامعات والتكنولوجيا مما جعلهم يعانون من انفصام في السلوك لعدم قدرتهم على استيعاب التطور الافقي والعمودي في حياة الناس في التعليم وبروز طبقة متعلمة وناجحة من الطبقات الاجتماعية الفقيرة والعاملة والذين كانوا يعملون في الليل والنهار لتعليم ابنائهم ورهنوا وباعوا اراضيهم في سبيل ذلك رغم المعيقات المصطنعة التي وقفت في طريقهم احيانا ،
ولم تعد الكراسي الامامية في باصات القرية محجوزة للإقطاعيين حتى لو لم يذهبوا الى المدينة في ذلك اليوم ،
وهذا هو منطق الغرب في النظرة الى العرب وخاصة ممن امتلكوا المال وبنوا ناطحات السحاب وامتلكوا كل مظاهر الحياة المدنية والطائرات والمدن الجميلة ولم تعد حكرا على الغرب ،
ومع هذا لا زالت الصورة البدائية للاعرابي في الصحراء حافي القدمين ويمشي ويركب الجمال وغيرها من الدواب والتي يرغبون ان تبقى الى الابد ماثلة امامهم ولذلك كانت حروبهم طاحنة ضد مونديال قطر ،
ولا زالت مصالح الغرب تلتقي مع بعض الاقطاعيين والفاسدين في اوطاننا، ويتمنون قطع الماء والكهرباء عن الفقراء والعمال والفلاحين ويودون ان لا يسمع احدنا اذاعة محلية او اقتناء (تلفزيون اسود وابيض) ،فكيف اذا اصبح ال Tik Tok والفيس بوك متوفرا ومتيسرا للجميع في اطراف الصحراء ،
والله المستعان على حاسدي الفقراء على صحتهم ؟؟؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد