عندما تصبح المكالمات باتجاه واحد

mainThumb

13-01-2023 07:28 PM

بعد ان اصبح التواصل والاتصال بين الناس من السهولة بمكان نتيجةُللتطور الهائل في مجال تكنولوجيا الاتصالات وتستطيع ان تتكلم وتواصل مع من تريد في الكرة الارضية بالصوت والصورة وبارخص الاثمان
وهذه من نعم المولى عز وجل على البشرية فبعد ان كانت الرسالة البريدية تحتاج احيانا الى شهور لاستلامها هذا اذا تكرم عليك ساعي البريد بايصالها،
ولسهولة التواصل هذه الايام تجد ان الشخص عندما يكون في موقع سيادي او يحتل وظيفية خدماتية او يحظى بدعم مباشر من كبار القوم لا يهدا هاتفه عن الرنين ولا تتوقف الرسائل اليه على مختلف المنصات من الواتس اب الى الماسنجر وخلافه
ولا تجد العتاب او الغضب من الاخرين لانه لم يرد عليهم بل يلحون في الاتصال والتواصل وايجاد الاعذار له ويعتذرون منه لازعاجه باتصالهم به واحيانا بحديث لا يخلو من المديح المبالغ فيه والنفاق في كثير من الاحيان ، واخفاء الاحتقان من رده او عدمه الى حين ،
وفي المقابل عندما يفقد صاحبنا بريقه وسلطته بالابتعاد او الابعاد او بالاستقالة او الاقالة او التقاعد فتتراجع الاتصالات والمكالمات والرسائل الى الحد الادنى وقد تصل الى الصفر خارج اطار الاهل والعائلة وتقتصر على المناسبات كالاعياد وحالات الوفاة وقد يشطب رقمه او يعمل له (بلوك )لانتهاء صلاحيته واذا تكرموا عليه برسالة على الواتس ضمن جروب بالمئات وقد لا يتذكرون اسمه مع مرور الزمن واذا جاءت منه رسالة ففي معظم الحالات لا تقرأ وتدخل في صندوق النفايات ،
وفي ضوء ذلك فالنصيحة المجانية لك يا عبد الله وانت تتربع اليوم على راس مؤسسة او دائرة رسمية او خاصة ان لا يغريك حجم الاتصالات والمجاملات ورسائل المديح وقصائد الغزل لانها ينطبق عليها ما قيل في المال ( ظل زائل وعارية مسترجعة ) او كما قيل في المثل الشعبي بان (البكاء على راس الميت ) فقط ،
ومع كل هذا ننصحك بعمل الخير وخدمة الناس لله اولا واخيرا ، ولا تنتظر منهم شيئا وعليك ان تحضر نفسك جيدا لما قد تصادفه في قادم الايام ،لان هاتفك لن يعمل الا باتجاه واحد من طرفك وقد لا تجد الجواب لان التروكولار (Truecaller )ليس لديه اسرار ويظهر اسمك لمن تتواصل معهم ،ولم تعد الشخص المرغوب لديهم ،ولا مصلحةً لهم في سماع صوتك واصبحت ضيفا ثقيلا حتى في المكالمة الا من رحم ربي،
ومع كل هذا وذاك قد يكون لدى الناس المبررات احيانا بالانقلاب على المسئول خاصة اذا كان ظالما او انانيا او غير عادل او مرتشيا ،
وفي نهاية المطاف عليك ان لا تغضب ولا تنزعج يا عبد الله لان الكل ذائقها وسيمر الجميع بهذه المرحلة عاجلا ام اجلا وعليك الاحتفاظ ببريقك وابتسامك والاهتمام بصحتك لان الذي يحدث معك هو الحقيقة التي لا جدال فيها ،
والحكيم من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ بنفسه ولله في خلقه شؤون ؟؟؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد