الجاسوس والداسوس

mainThumb

23-01-2023 08:56 PM

قبل ايام التقيت مع احد اصدقاء والدي رحمة الله عليه وقد كنت سعيدا ومحظوظا برؤيته، وهو الان في العقد التاسع مع عمره ومتعه الله بالصحة والعافية ،ولا يزال يحتفظ بذاكرة حديدية وله حضور عشائري واجتماعي ومن السنة النبوية ان تزور من كان صديقا لوالدك حيث ورد في الاحاديث النبوية
((قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنَّ أبَرَّ البِرِّ, أنْ يَصِلَ الرَّجُلُ أهْلُ وُدِّ أبيه))
وتبادلنا اطراف الحديث وشجونه المتعددة واستوقفتني كلمة وردت في حديثه كان يرددها كبار السن عن العملاء والجواسيس للاعداء بمصطلح (فلان داسوس ) ويصرون على التسمية وكنا نتندر احيانا في الخفاء على الكلمة على انها محكية عامية عندما نسمعها من الكبار ،
وبعد ان سمعتها بالامس القريب من صديق والدي رحمة الله عليه ، عدت الى المعاجم وكتب اللغة واساتذتها فوجدت انها ابلغ من كلمة جاسوس واعلى مرتبة في العمالة والخيانة احيانا تبعا لاستخداماتها ،
والجاسوسية او التجسس هو عمل استخباري الحصول على معلومات غير متوفرة للعامةً وفي الاغلب لاغراض عسكرية وخاصة في الحروب وفي الاونة الاخيرةً نشطت عمليات التجسس في كل مناحي الحياة وباستخدام تقنيات حديثة تصل بسهولة الى كل الناس وهم في بيوتهم ،والتاريخ القديم والحديث حافل بسجلات الجواسيس في الحروب ،
ولكن الداسوس في اللغةٍ بمعنى الدساس الماكر والخداع والذي ترسله جهة ما او يتطوع مكرا لنشر الاكاذيب والاشاعات للفتنة بين الناس والاوطان ،وقد نشطوا هذه الايام في الاعلام وعلى المواقع والمنصات الرقمية بتاليف ونشر الروايات والقصص التي لم تحصل ابتداء او تشويهها ان حصلت ،
وكلمك داسوس التي كنا نرى انها من اللغة المحكية والعامية وجدنا انها عربية فصيحة واضحة المعنى والهدف ولها جوانب متعددة في استخداماتها ،
وهذا يدفعنا الى التدقيق في كلمات والدينا واجدادنا وقدواتنا لانهم لم ينطقوها جزافا او جهلا وانما عن تجربة وحنكة ولغة اصيلة وسليمة ومتوارثة ولها دلالاتها لتجارب طويلة ،
وفي النهاية ندعو الله العلي القدير ان يبعد عنا شر الجواسيس والدواسيس الذين يعيثون في الارض فسادا ويسعون للخراب والفتنة بين البشر وفي الاوطان ؟؟؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد