اظفر بذات الدين .. تربت يداك

mainThumb

03-02-2023 05:13 PM

من احد مداخل التعلم في الحياة ، تعلمت الربط بين ما يجري على الأرض وما جاء من عند الله ، والامثلة في ذلك كثير ، فمثلا فانه جاء تفسيرا لشيء قد حصل سابقا كما جاء في قصة يوسف عليه السلام وقد فهمت انه ووالده كانا على دراية بما قد يحصل له بعد القائه في غيابة الجب وبالتالي كانا على دراية بانه سيكون كبيرا في المستقبل ، او ما سيجري في العصر الحاضر كما ابلغ الله رسوله في سورة الفتح من تسارع دخول الناس في دين الإسلام، وهناك تعلمنا ان الفرق بين ان واذا فان اذا تعني ان الحدث سيقع ، او كما اخبر عن المستقبل حين قال لزكريا عليه السلام انا نبشرك بغلام .. الى اخر الآية وفعلا كان ولد وليس بنت وسماه الله يحيي.
والناس كما نفهم يتأثرون تأثرا بالغا في بناء واقعهم وشخصياتهم الفكرية والمعرفية - خصوصا فيما هو مكتنز بتفكيرهم للمستقبل - ثلاث مرات في حياتهم، المرة الأولى تكون في مجتمع العائلة حيث الام والأب والاخوة والجدود ان وجدوا، ويتأثر بناء شخصيتهم الفكرية بعد ذلك في مواقع التعلم والتي تتمثل في الحضانات والمدارس والمعاهد العليا والجامعات وربما المساجد او أماكن العبادة الأخرى، ويلي ذلك في كمية وعمق التأثير في بناء الشخصية الفكرية الشارع وأماكن العمل وأماكن الاختلاط.
وإذا تصفحنا ما حولنا من أساليب حياة الناس نجد فيها العديد من الشخصيات التي اثرت فيها كثيرا، منها من أثر في اتصال الناس ببعضهم، ومنها من أثر في أسلوب تعايشهم في المجتمع الواحد كمن أسس الأنظمة الفكرية او الحزبية، ومنها من أثر في حياتهم اليومية من خلال صناعة شيء أصبح لا بد من وجوده لنقل الأفكار والعلوم كالورق على سبيل المثال، او اكتشاف أماكن لم تكن معروفة للكثير من الناس سابقا.
الا ان المشروع الأهم في الحياة، وهو الذي يتجاوز كل الذي سبق، وهو الذي كان وسيبقى أصل المعرفة والتعامل بين الناس والذي ان صلح فانه سيغطي كل الاحتياجات الصحيحة وطريقة الفائدة منها بين الناس وهو بناء المجتمع المتفاهم والسائر على درب واحد في كل زمان ومكان.
واذا رجع الدارس الى كل المواقع في كل الأزمنة سيجد ان البناء الصحيح للمجتمعات قد سار على درب الفلاح والنجاح والتقدم والتطور في كل بقاع الأرض، اما من بنى مجتمعه على غير أسس المحبة والصلاح والانتماء فقد زال او هو في طريقه للزوال لا محاله، والامثلة على ذلك متعددة وفي كل حدب وصوب، مثلا فان الناظر للمجتمعات الرأسمالية والتي صنعتها أفكار حاكمة في كثير من المجتمعات في الشرق وفي الغرب أصبحت تسود من خلال استغلال نزعات البشر نحو الأمور الوقتيه فقط ، فالمطروح فيها مثلا هذه الأيام هو الحديث في العلاقات الشاذة بين أبناء الجنس الواحد اكثر والذي يقابله في الأصل الحديث في موضوع استمرار التكاثر الطبيعي في الكون، او ان السطو بين القوي من البشر على الضعيف منهم هو السائد وبأشكال متعددة، سواء سطو الافراد او سطو الأفكار او حتى سطو البلاد بعضها على بعض، واكبر دليل على ذلك هو زوال الفراعنة وانظمتهم في كل بقاع الارضوزوال الأنظمة التي ظنت ان الاقتصاد هو ما يجب ان يكون سيد التفكير بين الناس، بينما تعاظم تقدم وتطور واتساع رقعة التواجد في الأرض وبين الناس للأفكار التي اثبت حاملوها ان البقاء على الأرض كان وظل وسيستمر للأصلح من الأفكار والاعمال التي جاءت من مصادر اوعى من البشر واكثر تأثيرا وحجة من أصحاب الفكر فيهم.
وليس أقرب دليل من انتشار الفكر الإسلامي وتمدده في كل الاتجاهات وانحسار وتراجع الأفكار الأخرى في الدنيا لصالحه الا لأنه اقنع الناس بعظمته وحسن الانتماء الى مفاهيمه، فقد بدأ بشخص واحد وبعد الفوأربعمائة سنه اصبح الفكر الاوسع انتشارا والاسرع تمددا على الأرض، ذلك لأنه التقى تماما مع بديهيات التفكير في حاجات البشر دون تمييز بين اجناسهم والوانهم واماكن تواجدهم او ماضيهم، وحدد الحاجات الفعلية للناس وطريقة الحصول عليها وإدارة مسالك الوصول اليها بسهولة ويسر.
من هذه المسالك الجميلة في الحياه انه وجه الناس في واحد من اهم قواعد الحياة على الأرض وهو موضوع الزواج، فقال للناس موجها بشكل مباشر ولا مواربة فيه واجراء قال اذ اردت ان تتزوج فتزوج المرأة التي تعرف وتمارس التفكير العقلي من خلال ممارسة الدين، ذلك المشرع الأول فيه والمفسر لأوامر السماء هو رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام فحيث قالْتنكَحُ المرأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينهَا؛ فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ؛ تَرِبَتْ يَدَاكَلانه علم وعرف ومارس الفكر والعمل الصحيح في انشاء المجتمع القوي المتقدم الواعي منذ اليوم الأول لبعثته من السماء ، ومنذ ان هاجر للمدينة المنورة بهدف ضروري تحقيقه وهو بناء المجتمع والذي هو أساس الحضارة والتطور والتقدم، وان الباحث والمشاهد للمجتمعات في العالم سيجد انه ومنذ ان بدأ بناء ذلك المجتمع والى اليوم فهو في زيادة وعظمة وقوه.
علمتنا وعرفتنا دراسات الواقع والتاريخ ان بناء المجتمعات الكبيرة يبدأ من بناء الأسرة، وان التطور الحضاري والتقدم لاي فرد في المجتمع يبني في ثلاث أماكن، هي البيت والمدرسة والشارع، وان بناء الفكر الانساني المؤثر في المجتمع يبدأ من الاسرة ولذلك فان ذات الدين ستساهم إيجابيا في ذلك المشروع الكبير والمهم، وانها اقدر من غيرها على خلق السعادة والالفة اللازمة لاستمرا حياة وتماسك الاسرة التي هي اصل وقاعدة المجتمعات في كل بؤرة على سطح الكوكب.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد