ناس ليها بخت وناس ملهاش

mainThumb

07-02-2023 02:02 PM

بعد ان استهلكت البدلات التي اشتريتها قبل سنوات طويلة في العمل الاكاديمي والاداري والتطوعي وبدات اتحلل من لبسها بعد التفرغ لمتطلبات التقاعد بالزراعة والحراثة والسياحة الرخيصة مع الاحفاد في البراري والوديان والاثار ،
وخلال رحلة الى استانبول وهي الارخص في تصنيف الرحلات والاسعار ،
وكان آنذاك موسم التنزيلات بطريقة (Buy one Get one free )،وكنت قد سمعت قصة استدعاء احدهم للوزارة بالسرعة الممكنة .وكانت كلمة السر (البس بدلة كحلي او سودا وعليك الحضور. بسرعة الى مكان التجمع )واشتريت بدلتين بالالوان المطلوبة بثمن واحدة كما في الاعلان ،
ووسوس لي الشيطان بعد ان شاهدت فيلم معالي الوزير بطولة احمد زكي الذي استدعي بالخطا ليصبح وزيرا لتشابه في الاسماء، ولم يسعف الوقت دولة الرئيس لاستبداله ،وبعد انتظار مدة طويلة اضطررت الى استخدام البدلتين وخاصة انني فهمت ان هناك فترة زمنية للتخزين وبعدها قد يتسرب اليها الفار كما كان يغني لنا المطرب الشعبي العم مدبولي في اتوبيس رقم (20)من المنشية الى المنتزه على شاطىء الاسكندرية الجميل في ستينيات القرن الماضي ،
وكان الكوبليه التي يبدا به العزف العم مدبولي على الاوكوردون (ناس ليها بخت وناس ملهاش ومن ضمنها ان( الفار ارئاط بدلتي اشمعنى بدلة غيري ماارئاطهاش)
والذي اشعل الموضوع اثارة مع انه في جلسة عابرة للاحلام في ليلة شتاء طويلة مع مجموعة من الاصدقاء وحضر شخص لا اعرفه واكتشفت انه يعرفني وبدا حديثه انه شاهدني على المحطات الفضائية اكثر من مرة، واشاد بي امام الحضور بطريقة اخجلتني ورفع من معنوياتي واوهمني بان القادم افضل ،
وحلمت ان الامل قادم في تولي حقيبة وزارية في حلم ذي كوابيس ثقيلة مما اضطرني للذهاب لشراء بدلة كحلية ،وكان موسم التنزيلات قد انتهى وكلفتني 35دينار مع ربطة عنق مجانا ،ولما سالت الخبراء في شؤون الوزارات اشاروا انها لا تصلح لمأمور مقسم مع كل الاحترام والتقدير للجميع ،لان الماركة مجهولة والبدلات المطلوبة يتجاوز ثمنها الالف دينار وقد يزيد عن ذلك ،ولشدة الصدمة من الرقم ،افقت من نومي العميق والطويل مذعورا ،واكتشفت ان الرحلة كانت اضغاث احلام ليس الا وان الاحلام كانت طويلة وثقيلة لان فيها حوار ومشي الى المول والبحث عن الارخص سعرا ،وايقنت ان الاحلام ممنوعة علينا في المنام ،ولها تداعيات لا نستطيع تحملها ،
والمفاجاة بعد ان افقت من نومي واحلامي خائفا من الكوابيس التي اطبقت على صدري،وجدت ان الفأر تسلل الى الخزانة واتلف (قرقط) البدلة الكحلية ، واستعدت حينها نغمات اوكورديون العم مدبولي في اتوبيس الاسكندرية رقم 20 قبل نصف قرن ويزيد (ناس ليها بخت وناس ملهاش واشمعنى بدلة غيري ماارئطهاش)؟؟؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد