مذكرات يوم واحد فيه دروس وعبر

mainThumb

09-02-2023 11:48 AM

قرأت صباح هذا اليوم مقالا للاستاذ الصديق محمود عبيدات بعنوان (مذكرات معلم ليوم واحد)،
وهي قصة معبرة ولها دلالات قد لا نشهدها هذه الايام لموقف من مسؤول كمدير التربية والتعليم لمحافظة اربد عام 1967 المرحوم باذنه تعالى الاستاذ احمد العقايلة وكانت كل الوية المحافظة المترامية الاطراف تتبع لمديرية واحدة،
والعبرة تكمن في حرص المسؤول على زيارة المدارس حتى في ابعد المناطق ومدرسة عقربا في اقصى شمال الاردن في لواء بني كنانة على نهر اليرموك وهي مكان عمل المدرس انذاك محمود عبيدات الذي كان يذهب يوميا مشيا على الاقدام من حرثا الى عقربا لمسافة ثمان(8) كيلو مترات ،وهي دلالة على معاناة المعلم والطالب في تلك الايام ،
ومع هذا كان حوار مدير التربية والتعليم مع الاستاذ محمود وقد مربه وهو في طريقه للمدرسة متاخرا لساعتين ودار حوار بينهما تلمس فيه العبر والدروس ومن ابرزها كبرياء المدرس في رده ورفضه الركوب معهم واعترافه بخطأه بالتاخر عن الدوام ،
وقمة الاحساس العالي بالمسؤليه من مدير للتربية والتعليم دون مغالاة او شطط ،
والعبرة كذلك في حرص مدير المدرسة على حماية زميله حتى لو اشتبك مع مدير التربية في تبريره لتاخر المدرس عن الدوام ،
ومع هذا لم نشهد عقوبة او انتقام من المسؤول ولم تاخذه العزة بالاثم باستخدام صلاحيته آخذا بعين الاعتبار عوامل اخلاقية وانسانية ،
وعندما قرات مذكرات الصديق محمود عبيدات ليوم واحد تذكرت موقفا مشابها حصل معي في عام 67 ايضا عندما كنت في بداية السنة الثالثة في المعهد العالي للتربية الرياضية بالاسكندرية وفي الصباح الباكر كنت اركب الترامواي للذهاب للتدريب الميداني للتدريس في مدرسة في منطقة الشاطبي بمركز مدينة الاسكندرية وتصادف ان التقاني في نفس الترامواي المشرف علينا كطلبة في مادة التدريب الميداني( التربية العملية للتدريس)الدكتور ابراهيم مراد رحمة الله عليه الذي كان عسكريا في طباعه وخبراته ومعاملته
وقبل ان ابدا بتحيته كانت الاوامر قد صدرت لي بان اسرع في الوصول للمدرسة علما باننا سويا في نفس القاطرة وستنزل في نفس المحطة ونمشي المسافة التي لا تزيد عن امتار قليلة ولا اقوى على الطيران للوصول قبله للمدرسة ،ومع هذا كان جوابي عسكريا ايضا (حاضر يا افندم ) وبشكل تلقائي دون تفكير،ودخلنا سويا المدرسة قبل طابور الصباح ،
خلاصة القول ان المسؤولية عندما توكل للرجال المخلصين تساهم في خدمة الاوطان والعباد بحب وانتماء وكواجب يملي على الجميع التعامل مع المسؤلية بحزم وعدالة دون اللجوء الى التهديد والوعيد وانما بالاحترام والتقدير ،
ورحمة الله على الذين تعلمنا منهم دروسا في الانتماء والعطاء والاخلاص في اداء الواجب دون النظر لمكاسب شخصية في ظروف كانت صعبة بكل المعايير ؟؟؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد