القشه التي قصمت ظهر النفاق العالمي

mainThumb

02-03-2023 02:00 PM

لا يختلف اثنان في عالمنا على ان النفاق موجود،الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير كانت تفوح روائحهم من كل مكان في كرتنا الأرضيه وخصوصا من اروقة ما يسمى الشرعيات الدوليه .
وكانت الدلائل والشواهد تتراكم على ظهر النفاق العالمي ،لا يمكن حصرها بمقال او كتاب,كم تعذبت وشردت واحرقت وقتلت اقليات مثل الروهينغا والإيغور ومسلمي كشمير ناهيك عن الشعب الفلسطيني،هناك دول تغمض عنها العيون وتخرس الألسنه إزاء حقوق الانسان والحريات ودعم الارهاب والتطرف والميليشيات العابثه بأمن واستقرار البلدان وغسيل الاموال والفساد والتجسس والسرقات الدوليه وتسييس كل شيئ ,ودول اخرى تسلط عليها الكاميرات وتفتح المايكات على مدار الساعه لإنتقادها ،وعمل من الحبة قبه،بينما الدول التي تربطها معهم مصالح فيسوقون للعالم ان قبتها مجرد حبة صغيره او ينكرون وجودها من الأساس .

الى ان جاء الغزو الروسي لأوكرانيا فكان بمثابة القشه التي قصمت ظهر النفاق العالمي ،والعاصفه العاتيه التي ادت الى طيران لآخر بقايا الغطاء الذي كان يستر عورة هذا النفاق

وأيضا الموضوع طويل والشواهد لا تكفيها مجلدات لكن سنحاول كتابة رؤوس اقلام والتي ستقود القارئ للتفاصيل،او سنعطيكم رؤوس الخيوط وبعد ذلك يسهل التتبع والوقوف بكل المحطات




في التصريحات العلنيه كانت جميع الدول تعلن انها ضد احتلال الدول الاخرى ذات السياده وان هذا يخالف القانون الدولي وخط احمر وعلى رأسها الدول العظمى ،لكن عندما احتلت روسيا الاراضي الاوكرانيه وهي الدوله المستقله ذات السياده،هناك دول امتنعت عن الإدانه وتسمية ذلك احتلال رغم انها من الدائمة العضويه مثل الصين ،وهناك دول امتنعت عن التصويت ووقفت في المنطقه الرماديه خوفا على مصالحها وهناك دول ومنها شرق اوسطيه وعربيه دعمت بصوره او بأخرى هذا الإحتلال رغم انها تدعي محاربة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين،وبعضها هي نفسها التي تحارب وتجتث حزب البعث في العراق لكنها تتحالف معه وتدعمه في سوريا.أما الدول التي وقفت ضد الإحتلال الروسي لأوكرانيا وخصوصا الغربيه ،كانت الأشد وضوحا بالنفاق ، لنأخذ امريكا على سبيل المثال بنقاط مختاره :
ادانت احتلال اوكرانيا ودعمت كييف على كل الاصعده وخصوصا بالأسلحه حيث قالت ان من حق اوكرانيا المقاومه والدفاع عن نفسها ضد المحتل وهذا يكفله القانون الدولي،وقبل يومين زار الرئيس الامريكي كييف الخطره وجازف بحياته لدعم المقاومه الاوكرانيه ضد المحتل ،بينما هي منذ 75 سنه تدعم المحتل الإسرائيلي لفلسطين ،بالسلاح والمال وتطلق على المقاومه الفلسطينيه المشروعه اسم المنظمات الإرهابيه ،ولم نرى رئيس امريكي زار الضفه الغربيه بالرغم من ان كل الرؤساء الامريكيين زاروا القدس المحتله وتحكحكوا وتمسحوا بحائط البراق خاشعين.على بعد امتار من قتل قوات الاحتلال للفلسطينيين .
قال بايدن في خطاب وارسو ان امريكا لن تكل ولن تمل من دعم اوكرانيا حتى تنتصر على المحتل
وواشنطن فعلا على مدى 75 سنه لم تكل ولم تمل من دعم المحتل الإسرائيلي حتى يدافع عن احتلاله ويحتل المزيد ويقتل ويشرد ويهدم ويعبث اكثر واكثر
امريكا طالبت محكمة الجرائم الدوليه بمحاسبة بوتين على جرائم الحرب في اوكرانيا وفعلا فتح تحقيق على وجه السرعه وذهبت اللجان الدوليه ووثقت ما حدث هناك ، بينما امريكا نفسها انسحبت من محكمة الجرائم الدوليه عند مطالبة الفلسطينيين العالم بفتح تحقيق ومحاسبة قوات الاحتلال على جرائمه الواضحه للعيان والمؤكده بالأدله ،وطالبت واشنطن بعدم محاسبة اي اسرائيلي على جرائمه
حتى الصحفيين الذين تم قتلهم ومنهم شيرين ابو عاقله امريكيه الجنسيه راوغت السلطات الامريكيه في طلب المحاسبه الصريحه والعلنيه وإكتفت بطريقة انا اعلن فوق الطاوله وانت افعل ما يحلو لك تحتها ،ولا تهتم بإعلاني فهو للإستهلاك المحلي والعالمي فقط .

وبخصوص المبادره التي اطلقتها الصين للحل السلمي في الحرب الاوكرانيه الروسيه قال بايدن : الصين لم تدين الإحتلال الروسي لأوكرانيا فكيف يمكننا الأخذ بمبادرتها او الثقه بوساطتها ،بينما في ذات الوقت امريكا قدمت مبادره لوقف التصعيد في فلسطين المحتله وعقد مؤتمر دعم وحماية القدس في الاردن وبحضور السلطه الفلسطينيه ومصر والكيان المحتل وامريكا لمناقشة ذلك،وهنا نقتبس كلام بايدن ونقول :امريكا لم تدين الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين بل ودعمته على مدى عشرات العقود وبأقصى ما تملك من الوسائل ،فكيف يمكننا الأخذ بمبادرتها او الثقه بوساطتها

لناخذ مؤتمر ميونخ للسلم الدولي ،وكان قد عقد اكثر من مره بخصوص الشأن الليبي ،لكن لم يخرج بنتائج متفق عليها وحاسمه لحل الازمه الليبيه حيث ان معظم الدول الغربيه وحتى المشاركه في هذا المؤتمر كانت لها قوات على الارض في ليبيا تزيد من العنف والحرب وتغذي استمرارها لتحقق مصالحها ومنها روسيا – فاغنر – وفرنسا وغيرهم سواء مباشر او غير مباشر ولا يقتصر الامر على دول الغرب فكان للمسلمين نصيب في ذلك ايضا ،وبالتالي هذه الدول كانت معطله ومتمسكه بمبدأ المحاصصه وتقسيم الكعكه الليبيه على حساب دم الشعب الليبي واستقرار دولته وسبب عدم اعلان بيان اتفاق يفضي الى حل الازمه الليبيه
بينما عندما عقد مؤتمر ميونخ ليناقش الحرب الاوكرانيه الروسيه وفي وقت قصير وقياسي اجمعوا على دعم اوكرانيا ووضع حزمه من القرارات الحاسمه والعقوبات والإجراءات على وجه السرعه والدقه لدعم اوكرانيا وكما يبدو ان الدم الاوكراني اهم كثيرا من الدم العربي سواء في سوريا او ليبيا او الصومال واليمن

كل الغرب قام بإدانة الإحتلال الروسي لأوكرانيا بينما لا يوجد اي دوله غربيه قامت بإدانة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين حيث دائما يساوون بين الجلاد والضحيه رغم كل الحروب على غزه والجرائم في فلسطين والمجازر حتى التي اعترفت بها قوات الكيان المحتل ،لم يحاسب المجرم دوليا بينما تشكلت محكمه دوليه خاصه لمحاسبة قتلة رفيق الحريري في لبنان

كل زعماء ورؤساء دول الغرب زاروا كييف وهي تحت القصف والحرب على اشدها بينما لم يزور اي منهم الضفه الغربيه او غزه التي ايضا تحت القصف

يمنع التعاطف مع فلسطين ورفع العلم الفلسطيني في الملاعب الرياضيه كافه ويحاسب الفيفا كل لاعب او جمهور على ذلك ولقد عوقب لاعبين وجماهير على مدى عقود بحجة تسييس الرياضه ،بينما نجد العلم الاوكراني يرفرف في كل مباراه وملعب وتحت اشراف الفيفا ومظاهر التعاطف مستمره تزامنا مع حركة الكره في شتى ارجاء العالم ، ليس هذا فقط بل رأينا في كاس العالم 2022 في قطر العربيه المسلمه محاولة خلط الرياضه بالأجندات المرسوم والمخطط لها من قبل منظمات ودول كالدعايه لإحترام حقوق معتنقي فكر العلم الملون ،في محاوله لخلط الرياضه في حقوق الانسان والحريات والدخول في دوامات وضبابيات تحقق هدفهم المنشود وهو هدم الثوابت التي هي مصدر القوه والوحده والثبات


شئنا ام ابينا نحن نعيش في عالم منافق يعتمد نظام المحاصصه والكيل بمكيالين وازدواجية المعايير والمطبخ الرئيسي لذلك هو الشرعيات الدوليه ،مجلس الامن والامم المتحده وتوابعها ،هذا النفاق الكل له منه نصيب وبنسب متفاوته

امريكا تسحب ملف وضع في الارشيف قبل سنتين او خمس سنوات لتبتز وتساوم فيه دولة ما
بينما القرارات الدوليه التي اقرت وصوتت عليها امريكا نفسها التي تطالب اسرائيل في الإنسحاب من الاراضي الفلسطينيه وضعت في الارشيف قبل خمسين سنه ولا احد يتجرأ على سحبها


ترامب يقول في خطابه الاخير والذي قرر فيه الترشح انه يجب مراقبة الأنشطه النوويه في فرنسا وعدة دول في اوروبا ،لكن لم يتطرق اي امريكي او غربي او غيرهم الى السلاح النووي الإسرائيلي ومراقبة مفاعل ديمونه وغيره

وبالمناسبه فإن استطلاعات الرأي الامريكيه تقول بأن ترامب اكتسب شعبيه في الفتره الأخيره وأن فوزه في الانتخابات القادمه مرجح بشكل كبير

واخيرا نقول: اذا كانت كل دوله تريد الحفاظ على امنها القومي او حماية حقوق شريحه من الناس عرقهم يعود لها
تقوم بإحتلال دوله اخرى ذات سياده ،او بحجة ان هذه الدوله كانت تاريخيا ضمن حدودها وتابعه لها ،اذن نحن هنا نعود لعالم الغاب وفتح المجال امام الاحتلالات وانتهاك سيادة الدول،ولا داعي للامم المتحده ومجلس الامن ولو انها مسيسه ومخترقه لكن افضل من لا شيئ ،وعلى مقياس موسكو يمكن ان نقول ان من له حق احتلال القرم هي تركيا لأن القرم كانت تابعه للدوله العثمانيه ..هذا مجرد مثال وقس على ذلك


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد