في الطريق الى الكويت

mainThumb

09-03-2023 03:29 PM

في بدايات القرن العشرين بدأت بوادر ظهور النفط في منطقة الخليج مما آثار شهية الدول الكبرى للسيطرة على المنطقة بذرائع مختلفة
وقد توج ذلك الهدف من خلال نتائج الحرب العالمية الأولى حيت اقتسم الحلفاء المنطقة من خلال اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور المشؤوم ،
وتزامن ذلك مع ظهور دول المنطقة بالشكل الذي هي عليه اليوم تقريبا، وبعضها كان قائما قبل ذلك ولكن في ظروف قد تكون صعبة من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لشح الموارد وصعوبة الطقس وقسوة الطبيعة ،
وكانت الكويت من الدول التي تبنت مفهوم الدولة المدنية فكانت من اوائل الدول العربية التي أنشأت برلمانا بانتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة ،
وأدخلت تكنولوجيا العصر في حياتها اليومية الرسمية والأهلية وارسلت بعثات تعليمية لمنطقة الخليج واليمن على نفقتها كدعم للاشقاء هناك ،
 وتطورت فيها الفنون والرياضة والمسرح والتعليم بشكل مميز في حقبة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي وكانت صحافتها الابرز في الصحافة العربية وتوجت ذلك بمجلة العربي كعنوان للثقافة العربية في تلك الحقبة والكثير الكثير والذي لا يتسع المقام لعرضه،
وانعكس ذلك على اداءالدولة وسلوكها في المنطقة وبادرت كأول دولة في الخليج بإقامة علاقات دبلوماسية مع الكتلة الشرقية في سبعينيات القرن الماضي ،
وكان لكرة القدم فيها نكهة خاصة ووصلت إلى نهائيات كأس العالم 1982 في اسبانيا بنجوم لا تنسى كجاسم يعقوب وسعد الحوطي وفيصل الدخيل وحمد بو حمد والعنبري والطرابلسي الحارس العملاق وغيرهم من نجوم الكرة الكويتية ،
وكانت جماهير الأرزق في المدرجات تصدح دوما (انها الكويت صفقوا لها )،
وغدا ان شاء الله ذاهب الى الكويت لايام ثلاث للمشاركة في ندوة علمية تخصصية في التربية الرياضية مع نخبة من الاساتذة والأكاديميين العرب الكبار علما وخلقا وثقافة ،
ولن ادع هذه الفرصة تفوتني دون ان اجلس على شاطىء الخليج لاتصفح رواية غسان كنفاني (رجال في الشمس )،والتي تحكي رحلة عذاب لمجموعة من شباب فلسطين شردهم الصهاينة من وطنهم وتاهوا في الصحراء دون ان يسمع احد صوت طرقهم لخزان الصهريج والذين قضوا نحبهم فيه وهم في طريقهم الى الكويت للبحث عن لقمة العيش ،
ونقرا الفاتحة على ضريح الشهيد فهد الاحمد الصباح الذي حمل السلاح والتحق بالثورة الفلسطينية بعد نكسة عام 67 ،وجرح في اشتباكات مع العدو الصهيوني في غور الاردن عام 68 ،وقضى شهيدا على تراب وطنه دفاعا عنه ابان الغزو العراقي للكويت عام1990،
ولن اغادر دون ان التقط صورة سلفي مع يافطة عملاقة تزين شوارع الكويت عنوانها ::
(التطبيع مع الصهاينة خيانة ) ،
واود ان اذهب الى مقر مجلة العربي لاتصفح بعضا من ارشيفها التاريخي الانقى عروبة، وذات التغطية المميزة عبر ابحارها في الجغرافيا الطبيعية متخطية الحدود السياسية المصطنعة دون تاشيرة للدخول ،
والتي رفض ابن الكنانة الشاعر هشام الجخ ان يتوقف عند الحدود السياسية في قصيدته المشهورة (التاشيرة )،
واتمنى ان استعيد مشاهد من مسرحية (باي باي لندن) واترحم على بطلها الراحل الفنان الكبير عبد الحسين عبد الرضا ،
وارجو الله تعالى ان يسعفنا الوقت لزيارةً صديقي العزيز ابو سلطان في منزله العامر بأهله في (المنقف) ونعرج بعدها الى ديوانية آل الغصاب في (الفحيحيل ) ونقرا فيها سفرا من تاريخ رجالات الكويت ،
وسنحاول بعدها الابحار في القارب القديم ( البانوش)مع الصديق ابوسلطان في رحلة بحرية الى جزيرة فيلكا ليسرد لنا ملحمة معاناة الاجداد في صيد اللؤلؤ من اعماق الخليج ،
واذا تبقى لدينا بضع سويعات من الوقت سنذهب مساء في رحلة برية الى الصحراء للاستماع الى شاب يعزف على العود ويردد اغنية عوض الدوخي (صوت السهارى ) ونشاهد الحباري في اوكارها بانتظار الصيادين وقد حملوا الصقور على سواعدهم ،
وبالتأكيد قبيل العودة سيصطحبني ان شاء الله الى سوق( المباركية) الشهير في مركز المدينة ال ( Downtown)الصديق العزيز استاذ الادارة في الجامعة الامريكية بالكويت الدكتور لؤي الطاهات لاعب المنتخب الوطني الاردني وجامعة اليرموك بكرة اليد في الثمانينات ،
وبعد نهاية هذه الجولة السريعة اتمنى ان ترددوا معي ::
(انها الكويت صفقوا لها)؟؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد