الترقيات الاكاديمية قضية للنقاش

mainThumb

24-04-2023 12:37 PM

بعد الجلسة الاولى مع الزملاء والاصدقاء والتي شارك فيها اصدقاء من الخارج وكان محور الحديث فيها عن الرسائل الجامعية وما لها وما عليها ،
وقد استمتعنا واستفدنا بما جاد به علينا الحضور والمشاركون عبر المنصات من المداخلات والاراء الجادة والمنوعة في اتجاهاتها والغنية في محتوياتها ،
وطالب العديد منهم بتكرار هذه الجلسات
مما شجعنا على تنظيم جلسة امس الاول حول الترقيات الاكاديمية لاعضاء هيئة التدريس في الجامعات ،
وللامانة والتاريخ والحق والحقيقة ان الجلسة كانت ناجحة ولا تنقصها الصراحة والشفافية في الطرح وتبادل الاراء ،

ولتوضيح الامر للذين قد لا يعرفون الرتب الاكاديمية لاستاذة الجامعات فهي باختصار تتدرج من رتبة المدرس الى الاستاذ المساعد ومن ثم الاستاذ المشارك للوصول الى الرتبة الاعلى وهي الاستاذية ،وفي بعض الجامعات تختصر الى ثلاث رتب فقط ،

وقد تجد بعض الاختلافات في المتطلبات من جامعة لاخرى تبعا لعدد سنوات الخدمة ومتطلبات الترقية من بحوث منشورة في مجلات علمية محكمة ومتخصصة ، وتخصص بعض الجامعات بعض النقاط لخدمة المجتمع المحلي والكفاءة في التدريس ضمن معايير واضحة ومحددة ولا ننسى المعايير الاخلاقية للمهنة والرتبة الاكاديمية والتي تعلو في كل الاعتبارات والاوليات ،
وقد اشاد البعض بجامعات اتصفت بتشددها في معايير الترقيات والذي انعكس بدوره على مستوى التدريس فيها ومخرجاتها من الطلبة والبحث العلمي والترتيب الذي وصلت اليه في التصنيف وفق المعايير الوطنية والدولية،

واشار اخرون الى لجوء بعض الجامعات العربية لاستقطاب اساتذة من اصحاب السجلات العالية في مجال البحث العلمي وخاصة المشهود لهم بحضورهم العالمي في مجال تخصصهم للاستفادة منهم في تصنيف جامعاتهم اضافة الى التدريس ،

ومن جهة اخرى اشار اخرون الى الانتشار الكبير لمجلات ومواقع لنشر البحوث والدراسات لغايات الربح واستيفاء الرسوم دون التدقيق في مستوى هذه البحوث مما سهل للبعض التسلل الى الرتب الاعلى بسهوله دون انعكاس ذلك ايجابيا على عضو هيئة التدريس في اداءه التدريسي وعلمه ،

ومنهم من افاد بان ان هناك من تطفل على زملاءه بالرجاء او التوسل لاضافة اسمه على بحث في اللحظات الاخيرة وقد سبق من ساعده في الوصول للرتبة الاعلى وتنكر لمن ساعده في البداية ،

وهناك من استغل مركزه الاداري الاكاديمي في كليته او جامعته لابتزاز بعض اعضاء هيئة التدريس بالتجاوز عن ممارسات خاطئة وسمسرة هنا او هناك او إغراء بساعات تدريس اضافيةاو رحلة لندوة او مؤتمر ليست من حقه او وعود بمراكز ادارية قادمة للقيام باعداد البحوث لهم ،

وهناك من يهوى النفاق الاكاديمي بالتقرب من المسؤولين في مواقع ادارية بتجهيز البحوث لهم لمعرفتهم بتواضع مستواهم الاكاديمي ،لعل وعسى يتجاوز زملاءه في موقع اكاديمي او ادراي بغير وجه حق ،
وهناك مكاتب خاصة لانجاز البحوث والدراسات العلمية والرسائل يلجأ اليها بعض اعضاء هيئة التدريس لانجاز بحوثهم من الالف الى الياء دون قراءتها ، والشواهد على ذلك كثيرة ولا داعي للتكرار فقد اصبحت علامة بارزة في الشوارع المحيطة بالجامعات ،
والحديث يطول في الممارسات الغير مشروعة في الوصول الى الرتبة الاعلى والتي نخجل كتابة ما ادلى بعض الزملاء لان فيها من المعيب نشره،
وتطرق بعضهم الى مطاردة المقيمين للانتاج العلمي عندما يذهب اليهم لغايات الترقية وذلك بالتوسل والتواصل من خلال الاخرين واحيانا السفر الى تلك البلدان اذا كان الاستاذ المقيم والمميز للانتاج العلمي من الخارج كما تشترط بعض الجامعات ،
ومن المتداخلين من افاد ان هناك من وصل الى درجة الاستاذية ولم يشاهد يوما ما على منصة في مؤتمر علمي او ندوة تخصصية لضعف في الثقافة العامة ونقص في الكفاءة العلمية وقصور في القدرات العقلية لانه تسلل الى العمل في الجامعة بواسطات وروافع اجتماعية ،
وقد ذهب البعض الى ابعد من ذلك ان هناك من وصل الى اعلى الدرجات والرتب الاكاديمية وهو لا يجيد القراءة والكتابة بالمفهوم النسبي ومنهم لا يستطيع ان يلقي محاضرة في تخصصة دون الرجوع الى الاوراق الصفراء التي يحتفظ بها من ايام الدراسة وتجاوزها الزمن ،
ونظرة التشاؤم هذه لم تاتي من فراغ وانما من خبرات طويلة من اصحاب الاختصاص وزملاء المهنة واراء الطلبة الذين تداخل بعضهم وافادوا بأشياء من هذا القبيل بتفاصيل يصعب حصرها ونشرها ،
وفي المقابل كان هناك اجماع من الحضور والمتداخلين عبر المنصات المختلفة بالكتابة او بالصوت والصورة بان في جامعاتنا العربية قامات علمية واكاديمية تميزت بحضورها الوطني والإقليمي ،والعديد منها وصل الى العالمية ولها بصمات واضحة في مجال تخصصها وتحظى باحترام الجميع من الطلبة الى زملاء المهنة والتخصص خارج اطار اغتيال الشخصية حسدا او غيرة من نجاحاتهم،
وفي نهاية الجلسة كانت هناك بعض التوصيات وتتمثل في اعادة النظر في تعليمات الترقية ومن ابرزها التدقيق والتمحيص في البحوث والدراسات ومصدرها ودقة تنفيذها وصدق محتوياتها ،
وكذلك التاكد من مدى مساهمة الباحث في البحوث المشتركة والتي هي من الضرورة بمكان في بعض التخصصات وخاصة العلمية والتي تحتاج الى مختبرات وخلافه ،
وركز احدهم بالتاكيد على سرية المراسلات مع المميزين (الخبراء ) للانتاج العلمي لانه في ظل التقنيات الرقمية اصبح مطاردتهم من السهولة بمكان ومنهم من يسافر اليهم بعد معرفتهم ،
واقترح احدهم بان يقوم طالب الترقية بتقديم نفسه وانتاجه العلمي امام لجنة تخصصية محايده ولا مانع ان يكون فيها من الخارج لابداء الراي في المتقدم بعد سماعه والحوار معه لان بعضهم قد لا يعرف عناوين بحوثه ،
ومع كل هذا وذاك يوجد في جامعاتنا العربية من يستحقون الاشادة والاحترام والتقدير والتصدير للمشاركة في الموتمرات المحلية والعربية والدولية ونفخر بهم ،
وفي النهاية لا بد ان نشكر كل من ابدى وجهة نظر بتجرد ونزاهة دون هوى ،
وتقبل الله صيامكم وقيامكم في هذا الشهر الفضيل وكل عام وانتم بالف خير


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد