الاحزاب واركان اللعبة

mainThumb

03-05-2023 11:13 AM

استمعت اليوم الى معالي المهندس موسى المعايطة في لقاء ونشاط طلابي تنظمه جامعة جدارا في موضوع( تحديث المنظومة السياسية وتفعيل مشاركة الطلبة في الاحزاب )،
وبعيدا عن التفاصيل والجهود الطيبة المبذولة في الاعداء والتحضير لهذا المؤتمر من جامعة جدارا واعجبني الانشطة الرياضية ( بطولة كرة سلة للجامعات الاردنية ) الموازية للنشاط السياسي والثقافي والذي يشارك فيه طلبة من جامعات عدة ،
،ولكن الذي استوقفني في المشهد هو الخطاب الهادئ الذي تميز به موسى المعايطة في لقاءه مع الطلبة وكان فيه مسحة تفاؤل بمستقبل واعد لمشاركة طلابية وشبابية في العمل السياسي والحزبي بطريقة قد تكون فيها حداثة وتجديد في الخطاب الاعلامي والسياسي للطلبة بعيدا عن العواطف ومن جهات رسمية بشكل مباشر وحوار مفتوح ومتبادل لا تنقصة الصراحة ،

وهذا ما لمسته من الخطاب دون تحيز لموسى المعايطة الذي عرفته رياضيا ومثقفا وناشطا خلوقا ومجتهدا في شبابه
حيث اتصف خطابه بالوضوح بان الامر قد يحتاج لبعض الوقت حتى تكتمل الصورة ويصبح اقبال الطلبة على المشاركة الفاعلة في الانتماء للاحزاب دون تردد او خوف بل بقناعة بانها الوسيلة المثلى لبناء مستقبل واعد للاجيال القادمة في ضوء ثقافة الاحزاب التي تتنافس ببرامج تخدم الوطن والمواطن بعيدا عن التشكيك والمناكفة وانما بمعارضة وطنية صادقة ،
ولكن لا زالت بعض اركان اللعبة لم تتفاعل مع الاحزاب لعوامل عدة وابرز هذه الاركان هم اولياء امور الطلبة والذين لديهم ذكريات وتجارب غير سارة عن الاحزاب والانتساب اليها فلذلك عندما يخرج الطالب من البيت صباحا لا بد من تلقينه الوصايا العشر وابرزها ابعد عن الاحزاب بمقولة (ابعد عن الشر وغنيله ) لاني مثلي عاصر ترخيص الراديو من جهات رسمية تسمى البرق والبريد وكان تلف في بطانية لسماع صوت العرب في الخمسينات لكي لا يسمع المارة صوت المذياع وخاصة المباحث
ولا زال البعض من الحرس القديم يمارس الشد العكسي لانه تعود على اعطاء الاوامر وتنفيذها دون انتظار الراي الاخر ولا مصلحة له في التحديث لانه حتما سيخسر مزايا وامتيازات اصبحت حقا مكتسبا دون وجه حق ،
وهناك بعض الشخصيات المستوزرة والتي تتجول في المدن والارياف والبوادي والمخميات لصناعة الاحزاب تعطي صورة غير ناصعة عن المنظومة لان ماضيهم وخطابهم منفرا ومقززا واهدافهم الشخصية ليست بحاجة الى درجة عالية من الذكاء للاستدلال عليها ،
ولا زال بعض الاعلاميين يمارسون الدجل والنفاق الاجتماعي والسياسي ويعتقدون واهمين انهم يمثلون جهات رسمية في فضاء اعلامي لا يعترف بحدود للكلمة والصورة ومتاح لكل من يملك هاتفا ذكيا ،
واما الركن الاساسي في اركان اللعبة وهم الشباب لا زالوا مترددين تبعا نظريات علم النفس (بين الاقدام والاحجام )وهم بحاجة الى الاطمئنان بانهم لن يسالوا (بضم الياء) يوما ما عن ماضيهم الحزبي والتي قد يقف عائقا في طريق مستقبلهم ، والذي يؤكد ما اشرت اليه ما نشره اليوم مركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الاردنية بان ‎%‎83 من الشباب لا يثقون في الاحزاب في استطلاعات الراي العام ،
وفي الخلاصة فان الكلام الذي سمعته من معالي المهندس موسى المعايطة جدير بالوقوف عنده لانه صادق في طرحته ويخاطب العقل قبل العاطفة ويشجع على الاستمرار في الحوار مع وبين اركان اللعبة،
ونتمنى ان تكرر اللقاءات مع رجال وشخصيات مقبولة اجتماعيا امثال موسى المعايطة لعل وعسى ندخل المئوية بافق اوسع لحياة سياسية فيها تدوال حزبي للسلطة دون خوف او تردد ؟؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد