الدروع وشهادات التقدير بين الامس واليوم

mainThumb

11-05-2023 03:35 PM

جرت العادة ان تقدم المؤسسات بمختلف تخصصاتها واهتمامها دروعا تذكارية وشهادات تقديرية لشخصيات ساهمت في انجازات ونجاحات مميزة في مجال الخدمة العامة او العلوم والاداب او ابعد من ذلك لتتجاوز الحدود الى الاقليمية والعالمية للذين قدموا خدمات مميزة تستحق التقدير والتكريم ،
وغالبا ما يترجم التكريم بتقديم الدروع التي تعد خصيصا لهذه المناسبة ويحفر اسم الشخص الذي يتم تكريمه على الدرع مسبقا وقد تكون له درجات تبعا لمستوى الشخص المكرم والمناسبة وسبب التكريم ويعبر عن ذلك بحجم الدرع ونوعيته ومسماه.
وفي السابق كانت الدروع في الاغلب محدودة في اعدادها واشكالها وزخرفتها حتى تاخذ الاهتمام الذي تستحق ،
وتاتي في المرتبة الثانية الشهادات التقديرية وتمنح لمن يقدم خدمات مميزة في مجال عمله الرسمي او التطوعي وهي ايضا محدودة العدد تبعا للموقف والمناسبة ،
وتاتي في المرتبة الثالثة الشهادات التي تكتب مباشرة واحيانا بخط اليد لمن حضر هذا الاحتفال او ذاك وتسمى (شهادة حضور) واحيانا قد تكون مدفوعة الثمن وقد يحصل عليها من لم يكن حاضرا في ذاك النشاط
وتمنح احيانا للعاملين الذين قدموا خدمات لوجستية كمياه الشرب او قاموا بترتيب المقاعد و الكراسي على المسرح ،
بما يشبه هذه الايام حصول البعض على الدكتوراة الفخرية ببضع دراهم من دكاكين متخصصة في استغفال مرضى الالقاب ولديهم عقدة نفسية اتجاه الالقاب وخاصة لقب . (الدال نقطة )،.الذي يسبق الاسم ،
والظاهرة الجديدة ايضا ان الجهة التي تنظم الحدث تكرم نفسها وتنافس الحضور والضيوف في اعداد المكرمين رغم ان اهل الحكمة قالوا (لا يكرم المرء في منزله )واذا كان لا بد من ذلك فيمكن تاجيله الى يوم اخر ليقام في البيت الداخلي للمؤسسة
ولوحظ في الاونة الاخيرة ان الدروع اصبحت زجاجية سهل الكسر رخيصة الثمن وتختفي الكتابة عنها في ايام واحسنها في شهور بعد ان كانت مصنعة من خشب الزيتون وتعمر قرونا ويورثها الاباء للابناء والاحفاد وتزين بها البيوت وصالات الضيوف والمضافات كعنوان فخر لمن منحت لهم وذويهم ،
اما بعض الشهادات التقديرية فقد يتركها البعض او ينسوها على المقاعد بعد استلامها لانها اصبحت متاحة( للقرعة وام قرون )كما يقول المثل الشعبي ولا تضيف لحاملها اكثر من وزنها ،
ومع هذا وذاك يبقى التكريم لمن يستحق علامة فارقة في الاحتفالات والندوات والمؤتمرات ولكن دون شطط او مغالاة في اعداد المكرمين ومبررات التكريم ،والتي قد تفقد الدرع او الشهادة القيمة المعنوية لمن يتسلمها ،؟؟؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد