معهد القطن

mainThumb

17-06-2023 08:54 PM

في ستينيات القرن الماضي ونحن على مقاعد الدراسة في الاسكندرية وتحديدا في المعهد العالي للتربية الرياضية /ابوقير / الاسكندرية المدينة الجميلة على البحر الابيض المتوسط كانت تتبادر الى ذهني اسئلة قد تكون بريئة او ساذجة لا ادري
حيث كنا في نهاية الاسبوع عندما تتاح لنا الفرصة للخروج باجازة من القسم الداخلي في المعهد والذي كان في ضواحي المدينة في منطقة ابي قير وما ادراك ما القسم الداخلي في تلك الايام حيث يذكرني بنا انشده البغدادي
لا يعرف الشوق إلا من يكابدُهُ
ولا الصبابةُ إلا من يعانيها
ولا يسهرُ الليل إلا من به ألمٌ
ولا تحرق النار إلا رجل واطيها
وكانت الخيارات امامنا محدودة اما الذهاب الى السينما في محطة الرمل او جولة على الكورنيش وتفقد بعض الكازينوهات عن بعد في الشاطبي وجليم وسان ستيفانو او ركوب الترام من محطة سيدي بشر والاستمتاع بالجلوس بالطابق الثاني في الترام
وفي نهاية المطاف الى محطة القطار (سيدي جابر )والنزول في محطة طوسون بابي فير والمشي الى بوابة المعهد او القفز من القطار امام بوابة المعهد ويقوم العم ابراهيم بتفقد تصريح المغادرة للسماح للدخول من البوابة بامان دون عقوبة او القفز عن السور الجانبي في حالة الخروج بدون تصريح ،
وكان هناك محطة على خط اوتوبيس رقم 20 بالقرب من منطقة سابا باشا والذي كان خطه على الكورنيش يمتد من محطة المنشية في راس التين الى المنتزة حيث كنا نسمع الكمساري ينادي على محطة باسم معهد القطن ،
ولا زال في ذهني هل القطن كان له من المواد والمقررات الدراسية التي تغطي دراسة اربع سنوات واسئلة كانت تدور في ذهني لماذا لا يوجد معهد للملوخية والبامية ،
وفي ذات الوقت كان هناك اتوبيس يمر من محطة معهد او مصنع لا ادري تسمى ادفينا للمعلبات لمواد غذائية زراعية وكنت أتساءل ايضا هل هناك معهد للساردين او السلمون والكبوريا
وغادرت الاسكندرية بعد اربع سنوات من الدراسة ولم اتمكن من الحصول على جواب شافي ،
واليوم بعد ان تم ارشفة التاريخ على المنصات والمواقع الالكترونية اكتشفت ان للقطن مكانة خاصة في العقل والذهن الجمعي في مصر ووادي النيل ولذلك يطلق عليه بالنفط الابيض
والى اللقاء في محطة ومعهد اخر من الذاكرة.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد