عيدكم مبارك

mainThumb

28-06-2023 09:23 PM

ان الذين تجاوزوا النصف قرن هذه الايام من اعمارهم ؛مع امنياتنا للجميع بالعمر المديد والصحة والعافية؛ فانهم حكما عاصروا معظم الوسائل التي استخدمت في التواصل والاتصال في الاعياد سواء بالزيارة المباشرة مشيا على الاقدام للاقارب والجيران مباشرة بعد صلاة العيد والبعض يبداها بزيارة القبور وخاصة لمن انتقلوا الى رحمته تعالى من الاهل والاقرباء حديثا ،
وكانت الدواب (الحمير والبغال والخيل ) هي الوسائل المتيسرة في القرى والارياف للقيام بواجب التهنئة وزيارات العمات والخالات والاقارب وغيرهم ممن تجب زيارتهم بحكم الدين والعادات والتقاليد
والمعايدة كانت في اغلبها صفط (باكيت من الحلوى او الحلقوم ) الذي قد يدور الى معظم البيوت ويعود الى صاحبها في نهاية الدوران ،
واستخدمت بطاقات المعايدة المزكشة والمتفاوتة في الطباعة والالوان والخطوط الكوفية والرقعية كرسائل للمعايدة بواسطة البريد الذي في طريقه للانقراض هذا اذا تكرم ساعي البريد بايصالها ،
وتطورت وسائل الاتصال الى التلفون الاسود الذي كان يتصدر واجهة البيت باقراصه وارقامه الفضية والمناويل الذي يدار به للتواصل مع مأمور المقسم في القرية للتكرم بتوصيل (الفيش ) الى الرقم المطلوب ،
ومأمور المقسم في القرية كان يتقمص شخصية الحاكم الاداري في رده على الجمهور وتعاليه عليهم ،
واستخدمت الاذاعة الاردنية كوسيلة لايصال التهاني في برنامج رسائل شوق واطمئنان في برنامج كوثر النشاشيبي رحمة الله عليها
والذي كان الاوسع شهرة وانتشارا والاطول زمنا في تاريخ البرامج الاذاعية منذ ان احتل الصهاينة الضفة الغربية ،
اما اليوم بعد التطور السريع في وسائل التواصل والاتصال اصبح الهاتف الذكي هو الوسيلة المستخدمة في المعايدة على المواقع والمنصات الرقمية(الفيسبوك والواتس اب والماسنجر وغيرها وترسل الالآف من الرسائل بسرعة البرق بدون تعب او تدقيق احيانا وقد تعود اليك بنفس النص والالوان
ولكنها باردة ولا تشفي الغليل رغم اختصارها للزمن والمسافات لاننا افتقدنا الاحساس بروح الاعياد والعاب الاطفال البريئة ورائحة الطابون والمعمول البيتي واقراص العيد والمطابق (المطبق والملتوت) والقهوة التي يتم تحميصها في المحماسه وتملا البيوت برائحتها الطيبة التي تنادي الضيوف من اقصى الطريق وتدق في الهون وتحضر قبيل الفجر في بكارج نحاسية على نار المواقد ،
ولكن في النهاية هذا ما وصلنا اليه ولا خيار لنا في ذلك ،
وكان الله في عون كل من عايش وعاصر كل هذه المحطات لقدرته على احتمال الانتقال والتنقل عبر هذه المراحل بسلاسة رغم التباين في تقنيات كل مرحلة ويصعب وصفها بما تحمله وتختزنه الذكريات للجيل الجديد ،
لان العقل والمنطق يقول انها انتقال من تقنيات القرون الوسطى في زمن بدون كهرباء الى تقنية الزووم التي تجمع العائلة من كل بقاع الدنيا على شاشة هاتف لا يتجاوز طوله سنتمترات ووزنه بضع غرامات ،
وكل عام وانتم بالف خير؟؟؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد