دروس مستفادة من سوق الحرامية

mainThumb

21-07-2023 03:22 PM

ارتكبت غلطة تاريخية بان اصطحبت الحفيد يحيى المشاغب في يوم جمعة قبل عدة شهور الى سوق الحرامية ،
فاصبح الموضوع حقا مكتسبا ،وفي كل جمعة يحضر صباحا او يذكرني مساء الخميس ان غدا الموعد المعتاد الى السوق اياه ولا مفر من الرحلة الاسبوعية الى سوق الحرامية ،
ومع انها رحلة ممتعة لكنها متعبة ،وفيها دروس وعبر في التحمل والجلد والصبر والقدرة على تحمل الاسئلة التي يصعب الاجابة عليها والتي قد تحتاج الى الجوجلة (الرجوع الى جوجل )للاحابة على اسئلة المشاغب يحيى في جو حار ومنطقة مكشوفة ،
اما الدرس الاخر وهو انني في مرات سابقة اشتريت له كتاكيت بحكم المنتهية اعمارها ولا تمكث لساعات وباسعار لا تتعدى العشرة قروش للكتكوت الواحد ،
واليوم حاولت ان اعيد الكرة بشراء كتاكيت رخيصة مع اغراء له بزيادة في اعدادها ومع هذا لم استطع اقناعه بذلك لانها تنفق بسرعة بحكم تجربته السابقة ،
واضطرت الى شراء فراخ البط باسعار تصل الى سبع اضعاف الكتاكيت ،
مما يوكد ان القادم صعب على الحكومات والاحزاب باقناع الاجيال القادمة او استغفالهم لانهم يحملون الايباد والهاتف الذكي في الحضانة ويعودون اليها في كل قضية وقصة ورواية من الاحزاب او النواب والحكومات ،
اما نحن فقد كنا (هبايل )وصدقنا اننا امة واحدة ذات رسالة خالدة وان فلسطين عربية وستحرر في ايام ولا زلنا ننتظر هذا اليوم منذ اكثر من سبعين عاما ،
وصدقنا بسذاجة ايضا اننا احرار فيما نقوله او نكتبه على سجلات وصفحات وطننا الكبير من المحيط الى الخليج ،
ومع هذا اصبنا بالعمى واصبحنا صم بكم لا ندري ماذا يدور حولنا فالعدو اصبح اعز صديق في الدنى وخير جليس في هذا الزمان ،
ومن اهم هذه الدروس ان تجار سوق الحرامية يمثلون العدالة والتكاثف والتعاون والشفافية فالكل يتعامل معك بابتسامة وهدوء رغم الاصوات العالية التي تعلو اصوات الطيور والاغنام ،
ويؤمنون ايضا بان الارزاق مكتوبة حتى (لو جريت جري الوحوش غير رزقك ما بتحوش )
ويتقمص تجار السوق البسيط في كل شىء شخصية صعاليك الجاهلية باخلاقهم العالية ونفوسهم الابية في نصرة الفقراء من جبروت الاغنياء ،وكانك تستحضر اشعار الصعاليك عروة ابن الورد وتابط شرا والسليك ابن السليكة وغيرهم ،
والى جمعة قادمة في سوق الحرامية وطابت جمعتكم بالخير والبركة ؟؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد