قراءة في أوراق الشريف فواز شرف

mainThumb

23-07-2023 10:25 PM

وقع بين يدي كتاب يوثق لمرحلة تاريخية في المنطقة العربية وخاصة الشرق العربي وفي فترة عصيبة منذ نهايات الدولة العثمانية ومرورا بالحرب العالمية الاولى والثانية وانتهاء الى ما وصلنا اليه من تقطع لاوصال المنطقة الى دوليات وحروب داخلية تاكل الاخضر واليابس ،
وقبل ان ابدا قراءة ما بين سطور هذه الاوراق ارجو ان اقدم بعضا من توصيف شكلي لاوراق الكتاب الذي يقع في 527 صفحة من القطع الكبير ويحوي على العشرات من الصور التاريخية لمرحلة دقيقة من تاريخنا المعاصر
وهنا اود ان يفهم المتابعين ويعذروني لانني لست ناقدا ادبيا او مؤرخا لكنني اجتهد لعل وعسى تصل الرسالة الى المهتمين والمختصين والباحثين في حدود قدراتي المتواضعة
واستطيع ان استوحي من فقرة كتبت على صفحة الغلاف الداخلي للكتاب واطلق عليها كاتبه بانها قصة ولكنها تحمل معاني وقصص واحداث وروايات حقيقة ومعظمها رواية مباشرة من اصحابها عن اجداد الشريف فواز شرف والهاشميين بشكل عام وقد اوجز ذلك في فقرة اقتبسها كاملة
(انها قصة شخصية وعائلية عربية غطت المراحل التي اجتازتها هذه الامة في الحرب العالمية الاولى وما تلاها من تقسيم وتجزئة وتآمر على مصيرها من قبل القوى الاستعمارية)انتهى الاقتباس
وهذه الفقرة تقود القارئ الى استكمال قراءة الاوراق ولن ينام دون ان ينتهي منها ،
ويصعب في مقال محدود استعراض محتوى الكتاب ولكن كاتب الاوراق وجامعها يجبرك على قبول السرد لما فيه من صدق وموضوعية ،
فلم يبالغ في وصف ومدح اجداده من الاشراف والهاشميين وانما قدم ببساطة دورهم التاريخي والانساني في تلك الحقبة بدءا من منطقة الحجاز والجزيرة العربية ابان الحقبة العثمانية ووصولا الى بلاد الشام والرافدين
واستوقفتني عبارة قلما نقراها في سرد ذاتي لمن كان دورهم مؤثمرا في الحياة السياسية لقرون طويلة عندما يذكر ان الشريف فلان لم ينجح في الادارة واخفق فلان في ادارة ملفات معينة وهذا التواضع لم نعهده من كتاب ومؤرخين
وكذلك الاشارة الى اخطاء ارتكبت هنا وهناك في ادارة ملفات عديدة في هذه المرحلة الطويلة وهذا وضع طبيعي يحدث وحدث في التاريخ ،
واستعرض الكتاب باسهاب كل الهجمات الاستعمارية التي تعرضت لها المنطقة في بلاد الشام والعراق ووثق بامانة تفاصيل يصعب الحصول عليها في وثائق غير هذه الاوراق لانها من الداخل وملفات شخصية وضعها الباحث امام الجميع بشفافية عالية
وتستطيع ان تستشف من الاوراق قيام الكاتب بتحييد نفسه بتواضع الكبار فلم يعطي لنفسه حقه في اوراقه واختصر دوره بالرصد كشاهد علما هناك حقبة زمنية شهدناه جميعا بعد توليه ملف مؤسسة رعاية الشباب في ستينيات القرن الماضي
وكذلك توليه اول حقيبة لاول وزارة ثقافة وشباب في الاردن في السبعينات وحاول ان يختصر دوره الكبير الذي عهدناه في متابعة انشاء مدينة الحسين للشاب وكذلك المراكز الشبابية وغيرها من المعسكرات الكشفية والحركة الشبابية والرياضية والاولمبية ،
وانسحب ذلك على رواياته عن دوره في علاقات الاردن مع دول عديدة عندما كان سفيرا للمملكة فيها لفترات طويلة
والحديث يطول في هذه الاوراق التي قراتها اكثر من مرة واعتقد انها بحاجة الى مزيد من القراءة ،
وخلاصة القول انني اجزم ان هذه الاوراق في هذا الكتاب التاريخي تستحق ان تقرا مرات عديدة من اصحاب الاختصاص في التاريخ والسياسة وعلم الاجتماع والرياضة والشباب
واعتقد ان هذا الكتاب جدير بالاقتناء للعودة اليه كمرجع تاريخي يحمل قصة ورواية لتاريخ المنطقة باسلوب سلس وبسيط يخلو من التعقيد في السرد ويصل للقارئ والباحث بذات السهولة والسلاسة
والامر الاخر الذي اود ان اشير اليه العنوان الكبير للكتاب وهو صدر بيت للمتنبي
( صَــحِــبَ الــنَّـاسُ قَـبْـلَـنَـا ذَا الـزَّمَـانَـا وَعَــنَــاهُــمْ مِــنْ شَــأْنِــهِ مَــا عَــنَــانَـا ) وهو في حد ذاته يؤشر الى عروبة الكاتب فهما وسلوكا وثباتا ،
ولا ننسى تواضع الكبار عندما يكتب بكل بساطة اوراق فواز شرف في الوقت الذي تقرا صفحات لسيرة ذاتية لغيره على كتيب لصفحات محدودة بمسميات اقلها الدكتور والعالم فلان ،
وفي النهاية اتمنى للشريف فواز شرف العمر المديد كله صحة وسعادة باذنه تعالى
وان يكتب لنا اوراقا جديدة لنقرا ما بين سطورها لغة قومية عروبية تستكمل محتوى ومغزى هذه الاوراق؟؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد