ما أكذب من شاب تغرب الا شايب ماتت اجياله

mainThumb

25-07-2023 09:09 PM

اعتقد ان هذه المقولة تحتاج الى اعادة تحرير او تعديل او اي شي من هذا القبيل لانه تم تداولها في فترة لم يكن هناك مجال للتوثيف بالتسجيل والتصوير والارسال المباشر الى كل بقاع الدنيا في دقائق كما يحدث هذه الايام بعد انتشار المنصات الرقمية والتواصل الالكتروني السريع.

ولذلك اصبح من الصعوبة بمكان على الذي يسافر ويغترب لايام ان يشطح بخياله لانه الفضاء مفتوح وتنكشف اكاذيبه بعد دقائق ،
وقديما اذا غادر شاب من قرية لاخرى مجاورة يستطيع ان يؤلف الروايات ويدعي البطولات وقد تنطلي على الحضور لانه لا يوجد دليل ينفي او يؤكد ما يرويه هذا الشاب الا اذا صادف احدهم واحدا من تلك القرية التى اغترب منها ذاك الشاب لمعرفة صدق روايته من كذبها ولكن بعد فوات الاوان ونسيان قصيص وكذب ذاك الشاب الذي اغترب ،
وكذلك الرجل الذي يطول به العمر (يعيش طويلا مقارنة باجياله ) بمعنى ماتت اجياله
ففي غيابهم الابدي في المقابر يستطيع ان يؤلف ويروي قصص وروايات كما يحلو له كما يريد ،لانه لايوجد من يتصدى له لنفي رواياته،

ولكن في ظل الارشفة الالكترونية هذه الايام اصبح من الصعب الافتراء لان للاموات سجلات صوتية وملفات مكتوبة قد تكشف الادعاء بالعنتريات ،
وفي هذه الايام اصبح الوضع صعبا لانه اذا ذهب احدهم الى ابعد نقطة في القطب الشمالي ستلاحقه المنصات والهواتف الذكية والتسجيل العلني او السري وتسبقه الى وطنه واهله ومعارفه واصبح العالم قرية صغيرة وكل الامور باتت مكشوفة ،
وقد عاش العديد منا تجارب كهذه في الرحلات والموتمرات والندوات واللقاءات والدورات الرياضية ،عندما ينسى البعض نفسه ويدعى البطولات والالقاب والرتب والصولات والجولات وقبل ان ينهي حديثه قد تكون الرواية الحقيقية اصبحت عند من يستعرض امامهم من اقرب الناس اليه بكبسة زر على منصة الواتس اب مثلا ،
وقد يجاملوه رغم ان سيرته الذاتية من يوم ولادته تصل الى مستضيفه وهو يتمرجح بخياله شمالا ويمينا
وهنا يحضرنا ما قاله افلاطون( احترمت الرجل حتى تكلم )
فلا يغرنك الابتسامات وكلمات المجاملة فهي مؤقتة تختفي في دقائق ،
وفي هذا المقام اعجبتنني مقولة احد الخبراء في علم الاجتماع بان الصمت يحمي صاحبه من الاحراج ،
(وكفى الله المؤمنين القتال )؟؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد