تخصص هندسة مسامير

mainThumb

18-08-2023 10:36 PM

عندما تطالع المنصات الرقمية والإعلانات الجامعية بشان التنافس في استحداث تخصصات جديدة ولا ندري من اين جاءت هذه الاسماء والمسميات ،
وهل تم اعتمادها بناء على متطلبات سوق العمل في الداخل والخارج ، ام انها تعديل في حروف او كلمات لزيادة الرسوم الجامعية احيانا ،
وبالامس ليلا وانا اتجول في العاصمة قبيل الاعلان عن نتائج التوجيهي ،وقع نظري على اعلان جامعي لتخصص تمديدات او امدادات لا ادري لانني لم اقوى على القراءة الدقيقة لضعف النظر ,
ومثل هذه الاعلانات ذكرتني عن التخصصات التي شهدتها في الاتحاد السوفياتي السابق في ثمانيات القرن الماضي وكنت استغرب عندما كنت ازور معهدا واستمع من الطلبة هناك عن التخصصات العجيبة ،
فمثلا زرت معهد النفط والغاز ويدرس فيه الالاف من الطلبة ولا ادري اذا كان هناك تخصص بنزين وديزل وبنزين طائرات وكاز كتخصصات دقيقة الخ
وزرت معهدا اخر. وسمعت عن تخصصات المسامير و مفكات ومطاحن لكل شيء يخطر ببالك ،
وتصادف ان التقيت طالبا وتعرفت عليه وكانت رسالته في الدكتوراة عن الآلة الطابعة والتي انقرضت الالة بعدها بسنين قليلة ولحقت بكاميرات الزينث الروسية ،
والحديث يطول في التخصصات الدقيقة والغريبة في المسميات ولكن في بلد كالإتحاد السوفياتي قديكون الامر مبررا لوجود الالاف من المصانع التي تحتاج وتستوعب خريجي المسامير وحلج القطن وادارة مطاحن الدقيق والشرايط وتعليب السردين وتذكرت ايضا معهد المعلبات الخ ،
وللامانة ان المعلومات دقيقة وليست من باب الادب الساخر وقد يوافقني على ذلك من عاش تلك التجربة في تلك الفترة وما قبلها ،
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ،
هل نحن بحاجة لمن هذه التخصصات والى اين نحن ذاهبون (اذا كانت نقابة المهندسين اشارت الى احصاءات دقيقة انه لكل 39 مواطن مهندس )،
ومثل هذه التخصصات يمكن ان نستغني عن الكثير منها ،فاذا التحق الطالب عند ابو العبد في محل الموبايلات لمدة ستة شهور سيصبح بعدها خبيرا في كل الخوارزميات السابقة واللاحقة والامن الرقمي الذي لم يكتشف بعد ،
ولكم في اطفالكم في تعاملهم مع الموبايل المثال الحي على ذلك ،
ومن المتاح كذلك التدريب عند جارنا ابو عباس المواسرجي لثلاثة شهور فقط ليصبح الطالب خبيرا في التمديدات والامدادات وبذلك نكون قد وفرنا المال والوقت على طلبتنا وأهاليهم الطيبين ،لانهم يطاردون الاوهام والسراب ،،؟






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد