قادة ورؤساء

mainThumb

29-08-2023 01:10 AM

هناك قادة قادوا معارك الانتصار... ُُصُفّت لهم حراّس العلم، صفّقت لهم جماهير اما احتراما واما خوفا.
اما عُمّار البيوت واركانها المنيعة واصحاب المبادئ النقية والذين يعملون خارج الكاميرات وبعيدا عن الشهرة والمدح... فهم الذين نذروا أنفسهم فالتوا شعرهم شيبا.. لم يستلذوا بطعام الا بعد أن يشبع اولادهم، يمسحون ما بقي من صحون الطعام وراء ابنائهم بلقيمات ناشفة... ترشح جباههم عرقا بحثا عن قلم او شاحن او فردة جرابة ضائعة لطفل يصرخ بحثا عن حاجته، رضعوا اخلاص التربية وعطاء العاطفة، لا تنام أعينهم واحد ابنائهم حرارته مرتفعة، يمدّاحدهم يده على جبهة طفله فينساها َمعلقة على طرف خزانة او كرسي ا و مخدة تتخدّر من برد شتاء... تختلط فوطة اخفاض حرارة الطفل دموعا تنهال غصبا عليها من عينين محمرتين... ليل يطول ودماء تتسارع في شرايين الام خوفا على طفل سرقت الحرارة نشاطه وبسمته ولعبته التي يحتضنها املا أن يستأنس بها في فجوات صحوته.
اااه كم من مُرّ يلوك افواه الوالدين وكم تداهمهم ضيق حياة رغم وسعها، وكم تكبسهم ظلمة الحياة وعتمتها رغم سطوع شمسها.
اي قائد واي بطل واي زعيم هذا الذي لا تهزمه الكرب... يقف على رجليه ينظر بعينيه الخجلى مكسورة الخاطر بانتظار بسمة مسروقة على جبهة طفله.
اي زعيم هذا الذي تطا رده الليالي الحالكات فلا تسرق منه امله ورجاءه..
ماهذا الصبر وما هذا الجَلد الذي يُبقي العزيمة شامخة فلا يهتز لها جفن..
هؤلاء القادة يا اخوة... هم ابطال الليل والنهار... والدٍ ووالده عاهدوا الله على الوفاء مهما عصفتهم الرياح فزرع الله فيهم العزيمة... فلنرد الوفاء ولنرد ما اذلته الحياة فيهم. كما اعز جناب اولادهم ولنخلص في خدمتهم أحياء ولندعوا لهم اموات اقل ما يمكن عمله ووفاء وطاعة وعبادة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد