وقف إطلاق النار في "قره باغ" .. وهذه خلفية الصراع التاريخيّ

mainThumb

21-09-2023 05:49 PM

عمّان- وكالات- السّوسنة

تعهدت أذربيجان، الأربعاء، بـ "إعادة إدماج سلمية" لإقليم ناغورني قره باغ بعد نهاية العملية العسكرية السريعة التي شنتها، في اتفاق لوقف النار وموافقة الانفصاليين على إلقاء أسلحتهم وبدء محادثات، إذ حققت أذربيجان انتصارًا مهمًا في المنطقة ذات الغالبية الأرمنية والمتنازع عليها مع يريفان منذ عقود، وكانت بدأت، الثلاثاء، عمليةً "لمكافحة الإرهاب" في المنطقة على حدّ تعبيرها، بعد ثلاثة أعوام على الحرب الأخيرة، مُطالبةً باستسلام أرميني "كامل وغير مشروط".

أعلن الانفصاليون في المنطقة إلقاء أسلحتهم ووقف إطلاق النار وعزمهم عقد محادثات بشأن إعادة الدمج مع أذربيجان الخميس، فتوقف الهجوم الذي خلّفَ 32 قتيلًا على الأقلّ، وأكد رئيس أذربيجان، إلهام علييف، في خطابٍ أنّ بلاده "استعادت السيادة" بعد عملية قره باغ.
وأتت تصريحات علييف بعد ساعات من تأكيد الرئاسة المعلنة لناغورني قره باغ أنه "عبر وساطة قيادة فرقة حفظ السلام الروسية المتمركزة في ناغورني قره باغ، تمّ التوصل إلى اتفاق بشأن الوقف الكامل لإطلاق النار اعتبارًا من الساعة 13:00 (09:00 بتوقيت غرينتش) في 20 سبتمبر (أيلول) الجاري"، وأكدت أنّ الاتفاق يشمل "انسحاب الوحدات والعسكريين المتبقين من قوات أرمينيا المسلّحة... وحلّ التشكيلات المسلحة لجيش الدفاع عن ناغورني قره باغ ونزع سلاحها بالكامل".
وأوضحت أنّه "ستتم مناقشة القضايا التي أثارها الجانب الأذربيجاني بشأن إعادة الإدماج وضمان حقوق وأمن أرمن ناغورني قره باغ... في اجتماع بين ممثلي السكان الأرمن المحليين والسلطات المركزية لجمهورية أذربيجان".

وكانَ أوضح مستشار الرئيس الأذربيجاني حكمت حاجييف في مؤتمر صحافي أنّ أذربيجان تهدفُ إلى "إعادة الإدماج السلمي للأرمن في قره باغ وتدعم أيضًا عملية التطبيع بين أرمينيا وأذربيجان". وتعهّد أن "توفر بلاده ممرًا آمنًا للمقاتلين الانفصاليين الأرمن".
وأثار الانتصار الأذربيجاني مخاوف من نزوح جماعي للسكان المقدر عددهم بـ120 ألف نسمة، في وقت أظهرت صور نشرتها وسائل إعلام محلية جموعًا في مطار عاصمة الإقليم ستيباناكرت الذي تشرف عليه روسيا.

في ذاتِ السّياق، أكّد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في خطاب، الأربعاء، أنّ "بلاده لم تشارك في صياغة اتفاق وقف إطلاق النار، مذكّرًا بأنّ يريفان "ليس لديها جيش في (الجيب الانفصالي) منذ أغسطس 2021"، من جانبه أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، عن أمله في إبرام "تسوية سلميّة" للنزاع في ناغورني قره باغ. 

خلفية تاريخيّة عن النّزاع:

ناغورني قره باغ هي منطقة في القوقاز كانت منذ فترة طويلة موضوع نزاع إقليمي بين أرمينيا وأذربيجان، والغالبية العظمى من ساكنِها هم من الأرمن، وفي عام 1923، حصلت المنطقة على وضع "منطقة الحكم الذاتي" داخل جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفيتية، ثمّ في عام 1988، بدأت حركة إعادة التوحيد مع أرمينيا في الإقليم، وفي 2 سبتمبر 1991، تم إعلان الاستقلال عن أذربيجان، وتغيير الاسم إلى جمهورية ناغورني قره باغ.
منذ عام 1992 إلى عام 1994، حاولت أذربيجان السيطرة على الجمهورية المعلنة من جانب واحد، عبرَ عمليّات عسكرية واسعة النطاق، قُتل خلالها ما يصل إلى 30 ألف شخص، وفي عام 1994، اتفق الطرفان على وقف إطلاق النار، لكنّ وضع الجمهورية لم يتحدّد أبدًا.
وفي نهاية سبتمبر2020، استؤنفت الأعمال القتالية في قره باغ بين أرمينيا وأذربيجان، والتي كانت استمرارًا لصراع طويل بين البلدين أسفر عن سقوط ضحايا بين المدنيين، لتعلن روسيا، في 10 نوفمبر 2020، التوصل لاتفاق ثلاثي لوقف إطلاق النار بشكل كامل. واتفقت أذربيجان وأرمينيا، بوساطة روسية، على وقف كامل لإطلاق النار، والبقاء في المواقع الموجودة لدى الطرفين، وتبادل الأسرى والجثث، كما تم نشر قوات حفظ سلام روسية في المنطقة.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد