الحديث الممتع مع رعاة الإبل والأغنام

mainThumb

24-09-2023 09:35 PM

أتحيت لي الفرصة لمرات عديدة ولسنوات الالتقاء ببعض رعاة الاغنام في السهول وهضاب الاغوار، وتبادلت معهم الحديث وللامانة كانوا في منتهى الادب والحضور والبساطة والطيبة، وقبل أيام كنت في زيارة لصديق في مناطق البادية والتقيت ببعض رعاة الابل (الجِمال)، وقبل أيام التقيت صديقي السوداني الزول عبد الله راعي الابل واجريت مع الحوار السريع المرفق.
وحاولت أن اربط بين ما سمعته هذه الايام من حديث مع رعاة الأغنام وما اختزنه في ذاكرتي طويلة المدى مع الرعاة الذين عاصرتهم في خمسينيات القرن الماضي للمقارنة ليس إلّا، فوجدت أنّ لرعاة الابل خصوصية تختلف في تفاصيلها عن رعاة الاغنام، فهم اكثر صبرًا واصلب عودا وابعد بصيرة وفهما للحياة، وتميزوا بالخفة والرشاقة وتحمل الجوع والعطش وعلاقتهم بإبلهم صادقة وتختلف عن علاقة راعي الاغنام بماشيته، حيث لا يقبل راعي الابل مرافقة الكلب او الحمار في حله وترحاله كراعي الاغنام ،ويجوب مساحات اكبر ومسافات ابعد ولذلك يناجي الليل ويعرف النجوم والمجرات ويستدل بها.
بينما رعاة الاغنام يلجأون الى الكهوف القريبة ويذهبون بالاتجاه المعاكس لرعاة الابل ،حيث يبحثون عن الكلأ والماء باتجاه الغرب ،وراعي الابل يتجه للصحراء والشرق والواحات للبحث عن الماء بالاساس.
ورغم صعوبة المهنة وقسوتها الا انه تبقى جميلة وممتعة ،وفيها نكهة الطبيعة النقية والبادية الرائعة، والاحساس بوفاء الاغنام والابل لرعاتها ،وينام الراعي المؤمن الصادق ملىء جفونه نوما عميقا ،
لانه يعتمد على رب العباد وليس على العباد ،دون خوف من ان يدوسه الجمل بخفيه في منامه انتقاما لمواقف قاسيةً. يحملها في ذاكرته ،او تتركه الاغنام الى مكان اكثر امنا او اكثر عشبا هربا منه في عتمة الليل وهو يغط في نومه مهما كان الراعي قاسيا في تعامله مع إبله(جماله ) واغنامه ؟؟؟

 

 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد