هربت اليوم صباحاً الى قويلبة

mainThumb

11-11-2023 05:44 PM

ليلة امس لم انام الا سويعات قليلة ومع الفجر تذكرت ان هناك احداثا واجتماعات يفترض انها ستحدث هذا اليوم ،
وكنت قلقا من ان اتابعها فبعضها قد يكون فيه مسحة من الامل ،والاخر مكرر وملل ولا جديد فيه وقد تكون بياناته معدة مسبقا وفيها نشبع العدو الصهيوني ضربا كالعادة وفي النهاية يفوز الصهاينة بالابل
ولكن في الشق الاخر بصيص من الامل ان الابل ستعود لاصحابها كما وعدنا السنوار ،
وحتى لا اجلس واشاهد واستمع وحيدا الى المفاجآت قررت الهروب من نفسي وخرجت لا ادري الى اين المفر حتى وصلت الى قويلبة امتداد المدينة الرومانية الاثرية (ابيلا ) في اقصى الشمال وعلى مقربة من نهر اليرموك الخالد
وعرجت في طريقي الى برشتا واليرموك البلدة لاتنسم هواء الجولان المحتل
وتصفحت الوجوه لسائقي صهاريج المياه التي ترد للتعبئة من عين مياه قويلبه في الوادي السحيق ورأيت بينهم شبيه السنوار يقود احد هذه الصهاريج الصغيرة ،كما شاهدته سابقا في معاصر الزيتون ومعامل البلوك والبلاط وفي سوق البالات (الملابس القديمة ) وفي المناطق الشعبية وعند الحلاق ،
وبينما انا اطوف في غابات الزيتون في بني كنانة استوقفتني عائلة كريمة اكتشفت انهم عرفوني من خلال سيدة تلتقط ثمار الزيتون وهي مدرسة واحدى طالباتنا من جامعة اليرموك قبل ثلاثين عاما تقريبا وهناك ترى معنى وقيمة شجرة الزيتون المباركة وترى الشهامة والعروبة بكل تفاصيلها وبساطتها وعفويتها ،
حيث شهدت الام والاولاد والجد والجدات في سعادة بالغة وهم يجمعون ثمار الزيتون في مشهد يريح الناظرين ،
واما الجدة فكانت اقواهم عزيمة بزيها الوطني وفي حواري معها احسست بمعاني وقيم عديدة وابرزها ان الالتصاق بالارض عبادة وانها تلتقط حبات الزيتون وعيونها وعقلها ووجدانها هناك في غزة لتواسي الارامل واليتامي وتداوي الجرحى وانها لا تنام من وقع ما تشاهده من جرائم حرب ترتكبها عصابات الصهاينة الاجرامية ،
وهنا ايقنت ان هناك على اليرموك الخالد ما يستحق الاستماع اليه ونقله الى الاهل في غزة وفلسطين ؟






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد