أم تودع ابنها

mainThumb

25-01-2024 01:34 PM

كنتُ جالسا في المقهى داخل قاعة المطار الفسيحة المكتظة بالبشر... أتأمل.. مسافرون قادمون... و آخرون ذاهبون..
الأب واقف بعيدا، متماسك، مسيطر على عواطفه، أما الأم فمضطربة قلقة، تخطو خطوة واحدة... ثم تتراجع ..تنادي على ابنها.. تعانقه بقوة.. ثم تعود.. تتوقف.. تناديه باسمه..ويلتفت.. تقترب وتحتضنه... تمشي قليلا.. تتوقف.. تناديه.. يلتفت .. تتقدم نحوه..
الأم... ما أعظم الأم! الغربة.. ما أقسى الغربة !ما اشّد الغربة التي تفرق الأولاد عن أمهاتهم ! وما أبشع ذلك المستقبل الذي يبعد الابن عن والدته!
… يلوح لها زوجها... تتوقف تنادي ابنها باسمه... يلتفت... تهرول نحوه..تعانقه وتقبله.. يخطو خطوات عديدة.. تريدُ أن تناديه فيصرخ الزوج في وجهها؛ عليها أن لا تقلق ! هذا هو مصير الإنسان، عليه أن يتعب و يكد...ويجتهد والغربة نوع من التعب ! ...
تُحاول أن تسيطر على عواطفها.. تلتفت ...تقلق.. لم تجد ولدها ، اختفى وسط المسافرين...
استسلمت ، ثم اقتربت من زوجها بخطى متثاقلة...






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد